اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 188
شذَّ[1]، نحو: عُزَّى[2]، إِلَّا أن يقوم دليل على أنَّ الألف منقلبة عن [27 ب] أصل. وذلك نحو: قَطَوطًى[3] وشَجَوجًى[4] وذَلَولًى[5]. الألف في جميع ذلك أصل[6].
وذلك أنَّ الألف لو جُعلت زائدة لم تخلُ الواو من أن تكون أصلًا أو زائدة. فلو جعلتها زائدة لكان وزنها7 "فَعَولًى". وذلك[8] بناء غير موجود. ولو جعلتَ الواو أصليَّة لم تخل من أن[9] تجعل المُضعَّفين أصلين، أو أحدَهما أصلًا والآخَرَ زائدًا. فلو جعلتهما أصلين لم يجز؛ لأنَّ ذلك يؤدِّي إلى جعل الواو أصلًا، في بنات الأربعة، وذلك لا يجوز إِلَّا في باب: ضَوضَيتُ[10] وقَوقَيتُ[11]، على ما يُبيَّنُ بعدُ، إن شاء الله. ولو جعلتَ أحدَهما أصلًا والآخَرَ زائدًا لكان وزنها "فَعَلعًى". وذلك بناء غير موجود في كلامهم. فثَبَتَ أنَّ الألف بدلٌ من أصل.
وإذا ثَبَتَ ذلك احتملت هذه الأسماء أن تكون الواو فيها زائدة. من غير لفظ اللَّام، وأن تكون من لفظ اللَّام. فإن كانت من غير لفظ اللَّام كان وزن هذه الأسماء "فَعَوعَلًا" نحو: عَثَوثَلٍ[12] وغَدَودَنٍ[13] وإن كانت من لفظ اللَّام كان وزنها "فَعَلْعَلًا" نحو: صَمَحْمَحٍ[14] ودَمَكْمَكٍ[15]. وحملها على أن تكون من باب صَمَحْمَحٍ أولى؛ لأنه أوسع من باب عَثَوثَل. وهو الظاهر من كلام سيبويه، أعني أنها تحتمل ضربين[16] من الوزن، وباب صمحمح أولى بها. [1] سقط "إِلَّا ما شذ" من م. [2] العزى: اسم صنم. وهو مما لم يشذ لأنه من العزة. ف: معزى. [3] القطوطى: المتبختر. [4] الشجوجى: المفرط في الطول. [5] الذلولى: المسرع المستخفي. [6] الكتاب 2: 345. والمراد أن الألف غير زائدة؛ لأنها منقلبة عن أصل. وهو الواو التي قلبت ياء ثم ألفًا.
7 في حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن القوطية: فَعَولَى عَدَولَى. قرية بالبحرين، وناقة شَطَوطَى: عظيمة الشطِّ أي السنام. [8] ف: وهو. [9] ف: لم يخل أن. [10] ضوضيت: من الضوضاء والجلبة. [11] قوقيت: من قوقت الدجاجة إذا صاحت. [12] العثوثل: الشيخ الثقيل. [13] الغدودن: المسترخي. [14] الصمحمح: الشديد القوي. [15] الدمكمك: الشديد. [16] وزعم الرضي أن المبرد هو الذي جعلها من باب "فعلعل"، وأنَّ سيبويه جعلها من باب "فعوعل" فقط. انظر الكتاب 2: 329 و345-346 وشرح الشافية 1: 253.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 188