اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 161
باب الميم:
الميم[1] لا تخلو أن تقع أوّلًا أو غير أوّل. فإِن وقعت غيرَ أوَّلٍ قُضِي عليها بالأصالة. وذلك أنها إِذا وقعت غير أوَّل، فيما يُعرفُ له اشتقاق، وُجِدت أصليَّةً. نحو: شأمل وكريم وأمثالهما، ممَّا لا يُحصى كثرةً؛ ألا ترى أنَّ شأمَلًا ميمُه أصليَّةٌ، بدليل قولهم: شَمَلتِ الريحُ، وأنَّ كريمًا كذلك؛ لأنه من الكَرَم؟ ولم توجد زائدة إِلَّا في أماكن محصورة، تُحفَظُ ولا يُقاس عليها، وهي:
دُلامِصٌ ودُمالِصٌ بمعنى بَرَّاق. قال[2] الأعشى3:
إِذا جُرِّدَتْ يَومًا حَسِبتَ خَمِيصةً ... علَيها وجِريالَ النَّضِيرِ, الدُّلامِصا4
أي: البَرَّاق. وقد تُحذَف الألفُ منهما تَخفيفًا، كما تُحذف من عُلابِط[5]، فيقال: دُلَمِصٌ ودُمَلِصٌ. والدليل على زيادة الميم فيهما أنهما مشتقان من الدَّليِص. وهو البريق[6].
وقُمارِصٌ؛ لأنه يقال: لَبنٌ قُمارِصٌ، بمعنى: قارِص.
وسُتْهُمٌ[7] وزُرْقُمٌ[8] وفُسْحُمٌ[9]؛ لأنها من الزُّرقة والأستَهِ والفُسحة. [1] انظر الكتاب 2: 340 و352. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن القطاع مواضع زيادة الميم في الاسم والفعل. انظر الارتشاف 1: 96-97. [2] ف: وقال.
3 ديوانه ص108. والخميصة: كساء معلم شبه شعرها به. والجريال: لون الذهب. والنضير: الذهب.
4 ف: "النضار". وقد صوبت في الحاشية كما أثبتنا. [5] العلابط: اللبن الخاثر الغليظ المتلبد. [6] م: البرق. وفي حاشية ف بخط أبي حيان أن سيبويه أغفل قمارصأ وستهمًا، وأن الفارسي جعل الميم فيهما زائدة وأجاز زيادة الهمزة والنون في شئذارة، وأن جذعمة وردت في حديث للإمام علي، وفيها الميم زائدة، على قول القاسم بن سلام. والجذعمة: الصغير لم يبلغ الحلم. انظر ص274 من ابن عصفور والتصريف. [7] انظر المنصف 1: 150-151. والستهم: العظيم الاست. [8] الزرقم: الشديد الزرقة. [9] الفسحم: الواسع الصدر.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 161