اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 139
حروف الزيادة في فصل الهاء[1] إِن شاء الله [تعالى] [2].
فتَبَيَّنَ أنَّ حروف الزيادة[3]، التي يجب أن تُورَدَ هنا، إِنما هي العشَرةُ المتقدّمةُ الذّكر. وما عدا ذلك من الحروف لا يزاد[4] إِلَّا في التضعيف. فإِنَّ كلَّ حرف يُضعَّفُ فإِنَّ أحدَ المُضعَّفينِ زائدٌ، ما لم تَقُم الدَّلالةُ على أصالتهما[5]. وذلك بأن يؤدِّي جعل أحدهما زائدًا إلى بقاء الكلمة على أقلِّ من ثلاثة أحرف، نحو: ردّ، إذ لا بدَّ من فاء وعين ولام[6]. وسنُفرِد لذلك[7] بابًا، عقِبَ الفراغ من حروف الزيادة، وسنُبيِّن[8] فيه أيُّ الحرفين هو الزائد؟ فإِنَّ في ذلك خلافًا.
ولا يُزاد حرف من هذه الحروف إِلَّا:
للإِلحاق: نحو واو: كَوثَر.
أو لمعنى: نحو حروف المُضارَعة[9].
أو للإِمكان[10]: نحو همزة الوصل –فإِنها زيدت ليُتوصَّلَ بها إِلى النطق بالساكن- ونحو الهاء المزيدة، فيما كان من الأفعال على حرف واحد، في الوقف، نحو: فِهْ، وعِهْ. فإِنه لا يمكن النُّطق بحرف واحد، إذ لا أقلَّ من حرفٍ يُبتدأ به، وحرفٍ يوُقَفُ عليه.
أو لبيان الحركة: في نحو {سُلطانِيَهْ} [11].
أو للمَدّ[12]: نحو: كِتاب وعَجُوز[13] وقَضِيب. وإِنّما زيدت هذه الحروف، ليزول معها قَلَقُ اللسان بالحَركات المجتمعة، أو ليزولَ معها اجتماع الأمثال في نحو: شَدِيد. وممّا[14] يدلّ على أنهم قد يزيدون الحرف، للفصل بين المثلين، قولُهم في جمع قَردَدٍ: "قَرادِيد" في فصيح [1] م: "فالجواب أنها قد تزاد على أنها من نفس الكلمة في غير الوقف. وسنبين ذلك في فصل الهاء". وانظر المقتضب 1: 56 تر خلاف ما ذكر المؤلف. [2] من م. [3] م: الزوائد. [4] م: لا تزاد. [5] ف: أصالته. [6] سقط "وذلك بأن ... ولام" من م. [7] في الورقة 28. م: وسيبين ذلك. [8] م: ونبين. [9] في حاشية ف بخط أبي حيان: هو أقوى الزوائد. وانظر الارتشاف 1: 94. [10] في ف والمبدع: لإمكان. [11] الآية 29 من سورة الحاقة. [12] في حاشية ف بخط أبي حيان: هذا أضعف الزوائد. [13] له معان كثيرة تبلغ الثمانين. انظر اللسان والتاج: عجز. [14] سقط حتى بيت الفرزدق من م.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 139