اسم الکتاب : المفصل في صنعة الإعراب المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 373
ويجيء ليريك الفاعل أنه في حال ليس فيها نحو تغافلت وتعاميت وتجاهلت قال:
إذا تخازرت وما بي من خزر
وبمنزلة فعلت كقولك توانيت في الأمر وتقاضيته وتجاوز الغاية. ومطاوع فاعلت نحو باعدته فتباعد. وزن أفعل:
وأفعل للتعدية نحو أجلسته وأمكنته. وللتعريض للشيء وأن يجعل بسبب منه نحو أقتلته وأبعته إذا عرضته للقتل والبيع. ومنه أقبرته وأشفيته وأشقيته إذا جعلت له قبراً وشفاء وسقياً وجعلته بسبب منه من قبل الهبة أو نحوها. أو لصيرورة الشيء ذا كذا نحو أغد البعير إذا صار ذا غدة، وأجرب الرجل وانحز وأحال أي صار ذا جرب ونحاز وحيال في ماله، ومنه الأم وأراب وأصرم النخل وأحصد الزرع وأجر، ومنه أبشر وأفطر وأكب وأقشع الغيم. ولوجود الشيء على صفة نحو أحمدته أي وجدته محموداً، وأحييت الأرض أي وجدتها حية النبات. وفي كلام عمرو بن معد يكرب لمجاشع السلمي: لله دركم يا بني سليم قاتلناكم فما أجبناكم وسألناكم فما أبخلناكم وهاجيناكم فما أفحمناكم. وللسلب نحو أشكيته وأعجمت الكتاب إذا أزلت الشكاية والعجمة. ويجيء. بمعنى فعلت تقول قلت البيع وأقلته وشغلته وأشغلته وبكر وأبكر. وزن فعَّل:
وفعل يؤاخي أفعل في التعدية نحو فرحته وغرمته، ومنه خطأته وفسقته
وزنيته وجدعته وعقرته. وفي السلب نحو فزعته وقذيب عينه وجلدت البعير وقردته، أي أزلت الفرزع والقذي والجلد والقراد. وفي كونه بمعنى فعل كقولك زلته وزيلته وعضته وعوضته ومزته وميزته. ومجيئه للتكثير هو الغالب عليه نحو قولك قطعت الثياب وغلقت الأبواب، وهو يجول ويطوف أن يكثر الجولان والطواف وبرك النعم وربض الشاء وموت المال ولا يقال للواحد. وزن فاعل:
وفاعل لأن يكون من غيرك إليك ما كان منك إليه، كقولك ضاربته وقاتلته، فإذا كنت الغالب قلت فاعلني ففعلته. ويجيء مجيء فعلت كقولك سافرت. بمعنى أفعلت نحو عافاك الله، وطارقت النعل. وبمعنى فعلت نحو ضاعفت وناعمت. وزن انفعل:
وانفعل لا يكون إلا مطاوع فعل كقولك كسرته فانكسر، وحطمته فانحطم، إلا ما شذ من قولهم: أقحمته فانقحم، وأغلقته فانغلق، وأسقفته فانسقف، وأزعجته فانزعج. ولا يقع إلا حيث يكون علاج وتأثير، ولهذا كان قولهم انعدم خطأ. وقالوا قلته فانقال لأن القائل يعمل في تحريك لسانه. وزن افتعل:
وافتعل يشارك انفعل في المطاوعة كقولك غممته فاغتم، وشويته فاشتوى، ويقال أنغم وانشوى. ويكون بمعنى تفاعل نحو اجتوزوا واختصموا والتقوا وبمعنى الإتخاذ نحو إذبح وأطبخ واشتوى إذا اتخذ ذبيحة وطبيخاً وشواء لنفسه. ومنه اكتال واتزن. وبمنزلة فعل نحو قرأت واقترات وخطف واختطف. وللزيادة على معناه كقولك اكتسب في كسب، واعتمل في عمل. قال سيبويه أما كسبت فإنه يقول أصبت، وأما اكتسبت فهو التصرف والطالب، والإعتمال بمنزلة الإضراب.
اسم الکتاب : المفصل في صنعة الإعراب المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 373