اسم الکتاب : المدارس النحوية المؤلف : شوقي ضيف الجزء : 1 صفحة : 98
"في الدار زيد والحجرة عمرو" بعطف الحجرة على الدار وعمرو على زيد[1]. وذهب مذهبه في أن المنادى المفرد العلم المرفوع إذا أُكِّد بمضاف جاز فيه النصب والرفع, إذ حكي عن بعض العرب: يا تميم كلُّكم, بالرفع[2]. ومما تابعه فيه أن حاشا في الاستثناء لا تكون جارّة فقط كما ذهب سيبويه، بل قد تكون فعلا متعديا جامدا[3]، وفاعلها حينئذ في رأي الأخفش ضمير مستكن فيها واجب الإضمار عائد على البعض المفهوم من الكلام, فمثل: قام القوم حاشا زيدا, تقديره: حاشا هو أي: بعضهم زيدا. وتبع الفراء الأخفش في أن عامل الرفع في المضارع هو تجرده من النواصب والجوازم[4].
وتنص كتب النحو كثيرا على أن الكوفيين تابعوا الأخفش في هذا الرأي أو ذاك، ومما تابعوه فيه أن اسم الموصول قد يُحذف إذا عُلم، كقول حسان:
أمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
إذ كان يقدر: ومن يمدحه[5]. وكان يجيز -وتابعه الكوفيون- في المبتدأ إذا كان اسم فاعل أن يغني فاعله عن الخبر بدون اعتماد على استفهام أو نفي، مثل: قائم الزيدان[6]، وكذلك إذا كان اسم الفاعل اسما لإن, مثل: إن قائما الزيدان[7]. وكان سيبويه لا يجيز إلغاء ظن وأخواتها إذا تلاها المفعولان، وجوز ذلك الأخفش وتابعه الكوفيون، مستدلين جميعا بقول بعض الشعراء:
إني رأيت ملاك الشيمة الأدب
وقول آخر:
وما إخال لدينا منك تنويل8
وتبعه الكوفيون في أنه يجوز إقامة غير المفعول به من الظرف والجار والمجرور نائب فاعل مع وجوده في الجملة؛ لمجيء ذلك في قراءة أبي جعفر: "ليُجْزَى قومًا بما كانوا يكسبون", فقد نُصبت قوما وهي مفعول، وجُعل الجار والمجرور نائبًا للفاعل، إذ الفعل مبني للمجهول[9]. ومما تابعوه فيه أن إذا الفجائية في مثل: "خرجت, فإذا محمدٌ بالباب" حرف[10], وأن الظرف يرفع الاسم إذا تقدم عليه مثل [1] المغني ص539. [2] الهمع 2/ 142. [3] المغني 1/ 130, والهمع 1/ 223. [4] الهمع 1/ 164. [5] المغني ص692, والهمع 1/ 88. [6] الهمع 1/ 94. [7] الهمع 1/ 136.
8 الهمع 1/ 153. [9] الهمع 1/ 162. [10] المغني ص92, والهمع 1/ 207.
اسم الکتاب : المدارس النحوية المؤلف : شوقي ضيف الجزء : 1 صفحة : 98