اسم الکتاب : المدارس النحوية المؤلف : شوقي ضيف الجزء : 1 صفحة : 79
مثل: لا رجل ظريفَ عندك، فقد جوز في النعت أن يكون مبنيا على الفتح غير منون مثل الاسم، وقال: لأنهم جعلوا الموصوف والوصف بمنزلة اسم واحد، وجوز أن يكون منصوبا منونا أي: لا رجل ظريفًا عندك، يقول: كأنهم جعلوا الاسم ولا بمنزلة اسم واحد[1].
وهدتْه هذه التحليلات وما يماثلها إلى تبين حروف الجر الزائدة، وكلما التقى بها في تعبير نص عليها، من ذلك "من" الزائدة مع الاستفهام والنفي في المبتدأ أو الفاعل مثل: هل من طعام؟ أي: هل طعام؟ وما من طعام أي: وما طعام، ومثل: ما أتاني من رجل أي: ما أتاني رجل[2]. ومن ذلك الباء الزائدة في حسبك مثل قولهم: بحسبك قولُ السوء، يقول: كأنهم قالوا: حسبُك قول السوء[3]. وكما تدخل الباء على حسبك, تدخل على المبتدأ بعدها إن قدرت خبرا مقدما مثل: مررت برجل حسبك به من رجل، فبه هنا بمنزلة هو في رأيه ورأى أستاذه الخليل[4]. ومن توجيهاته الطريفة أنه كان يقول: إن الواو في لغة "أكلوني البراغيث" حرف دال على الجماعة, كما أن التاء في قالتْ حرف دال على التأنيث[5]. وكان يذهب مع أستاذه الخليل إلى أن كان قد تأتي زائدة, أي: ملغاة في مثل قول الشاعر:
فكيف إذا رأيت ديار قوم ... وجيران لنا كانوا كرام
فقد زادت تبيينا لمعنى المضي[6]. وكان يرى كذلك أنه تزاد أنْ توكيدا للقسم بين اليمين وفعل القسم وما بعدهما مثل: والله أنْ لو فعلتَ لفعلتُ، وأقسم أن لو جئتَ لجئتُ[7]. وكان يسمي حروف الجر حروف الإضافة؛ لأنها تضيف معاني الأفعال إلى الأسماء[8]، وعنده أن "إما" المكسورة المشددة مركبة من إنْ وما[9]، وأن التنوين في جوار وغواش عوض عن الياء المحذوفة[10]. [1] الكتاب 1/ 351. [2] الكتاب 1/ 279. [3] الكتاب 1/ 353. [4] الكتاب 1/ 230. [5] الكتاب 1/ 236. [6] الكتاب 1/ 289. [7] الكتاب 1/ 455. [8] الكتاب 1/ 209. [9] المغني ص61. [10] الكتاب 2/ 57, وانظر تعليق السيرافي في الهامش.
اسم الکتاب : المدارس النحوية المؤلف : شوقي ضيف الجزء : 1 صفحة : 79