اسم الکتاب : المدارس النحوية المؤلف : شوقي ضيف الجزء : 1 صفحة : 344
من ذلك ذهابه -مع الجمهور- إلى أن الإعراب لفظي لا معنوي[1]. وكان يرى أن الأسماء "قبل تركيبها في صيغ وعبارات" مبنية[2], وأن "ذان وتان" الإشاريتين وُضعتا للمثنى وليستا مثنيين حقيقيين، ومعنى ذلك أن ذان صيغة وضعت للرفع وذين صيغة أخرى وضعت للنصب والجر[3]، ومثلها تان. وذهب جمهور النحاة إلى أن مثل "غلامي" مبني لإضافته إلى مبني، وخالفهم ابن الحاجب فعدّه معربا مقدرا إعرابه بدليل إعراب نحو: "غلامه وغلامك"[4]. وذكر النحاة أن من مسوِّغات الابتداء بالنكرة أن يسبقها استفهام مثل: "أتلميذٌ في الفَصْل؟ " وقصر ابن الحاجب ذلك على همزة الاستفهام المعادلة بأم مثل: "أرجلٌ في الدار أم امرأة؟ "[5] واضطرب النحاة بإزاء قول الحكمي:
غيرُ مأسوفٍ على زمن ... ينقضي بالهم والحزن
فقال بعضهم: غير مبتدأ لا خبر له، وقال ابن جني, وتبعه ابن الحاجب: إن "غير" خبر مقدم محذوف مبتدؤه، إذ الأصل: زمن ينقضي بالهم والحزن غير مأسوف عليه، ثم قدمت غير وما بعدها، ثم حذف زمن -وهو المبتدأ- دون صفته، فعاد الضمير المجرور بعلى على غير مذكور فأتى بالاسم الظاهر مكانه[6], ومما اتفق فيه مع أبي علي الفارسي جواز تذكير الفعل مع فاعله إذا كان جمع مؤنث سالما، فتقول: قال الزينبات وقالت[7]. وكان يذهب -مع الزمخشري- إلى أن لام الابتداء هي التي تكون مع المبتدأ وحده في مثل: "لزيد قائم" ولقائم زيد، أما ما سوى ذلك فسمى اللام فيه لاما مؤكدة مثل: "إن محمدا لقائم"[8]. وكان يذهب معه ومع الكوفيين في الفاعل السادّ مسد الخبر مع الوصف, أن يكون اسما ظاهرا [1] الرضي على الكافية 1/ 15, وانظر الهمع 1/ 14. [2] الرضي على الكافية 1/ 14، 2/ 2. [3] الرضي 2/ 29، والمغني ص38، والهمع 1/ 42. [4] الرضي 1/ 30. [5] الرضي 1/ 79 وما بعدها, والمغني ص522. [6] المغني ص172. [7] الرضي 1/ 158, وانظر حاشية الشيخ يس على شرح التصريح على التوضيح "طبعة عيسى البابي الحلبي" 1/ 280. [8] الرضي 2/ 314، 330، والمغني ص252.
اسم الکتاب : المدارس النحوية المؤلف : شوقي ضيف الجزء : 1 صفحة : 344