اسم الکتاب : المدارس النحوية المؤلف : شوقي ضيف الجزء : 1 صفحة : 314
"سوى" مثل غير في المعنى والتصرف فتكون فاعلا في مثل: جاءني سواك، ومفعولا في مثل: رأيت سواك, وبدلا أو منصوبة على الاستثناء في مثل: ما جاءني أحد سواك، وكان سيبويه والجمهور يذهبون إلى أنها ظرف مكان ملازم للنصب[1]. وذهب مذهب الفارسي في أن "غير الاستثنائية" في مثل: قام القوم غير زيد منصوبة على الحالية[2]، وأن ما تأتي زمانية كما في قوله عز شأنه: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} أي: استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم[3]، وأن من معاني الباء الجارة التبعيض مثل: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [4]. وكان يأخذ برأي ابن جني في أنه لا سبب لبناء الاسم سوى شبهه بالحرف[5]، وأن "إلا" قد تأتي زائدة، وحمل عليه قول أحد الشعراء:
أرى الدهر إلا مَنْجَنُونا بأهله ... وما صاحب الحاجات إلا معذبا6
واختار رأيه في أن الجملة قد تبدل من المفرد، وخرج عليه قوله تعالى: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ ... الآية} قائلا: {إِنَّ رَبَّكَ} وما بعدها بدل من {مَا} وصلتها[7].
وكان أحيانا يأخذ برأي أسلافه من الأندلسيين، من ذلك أخذه برأي ابن السيد في منع أن يكون عطف البيان تابعا لمضمر[8]، وبرأي ابن الطراوة في أن هذا العطف لا يكون بلفظ الأول، وتخريج مثل: "وترى كل أمة جَاثِيَةً كُلَّ أمة تُدْعَى إلى كتابها" على البدلية[9]. وكان يرى رأي الشلوبين ومن سبقه مثل الرماني في أن خبر المبتدأ بعد لولا إذا كان كونا عاما كالوجود والحصول وجب حذفه مثل: "لولا علي لسافرت", أما إذا كان كونا مقيدا مثل السفر ونحوه وجب ذكره كقولك: "لولا علي مسافر لزرتك"[10]. وكان يذهب مذهب ابن عصفور في [1] المغني ص151. [2] المغني ص171. [3] المغني ص335. [4] المغني ص111. [5] الهمع 1/ 16.
6 المغني ص76، والمنجنون: الدولاب الذي يستقى عليه. [7] الهمع 2/ 128. [8] المغني ص636. [9] المغني ص509. [10] المغني ص302.
اسم الکتاب : المدارس النحوية المؤلف : شوقي ضيف الجزء : 1 صفحة : 314