اسم الکتاب : اللمحة في شرح الملحة المؤلف : ابن الصائغ الجزء : 1 صفحة : 241
فجُعلت حركته من جنس عمله، وهي تدخل على الظّاهر والمُضمَر؛ ولها مَعَانٍ:
أَحَدُهَا: الإلصاق، كقولك: (مسحت يدي بالمنديل) .
وتكون بمعنى الاستعانة، كقولك: (ضربتُ بالسّيف) .
وتكون بمعنى (على) ، قال عَمْرُو بن قَمِيئةَ1:
بِوُدِّكِ مَا قَوْمِي عَلَى أَنْ تَرَكْتِهِمْ
سُلَيْمَى إِذَا هَبَّتْ شَمَالٌ وَرِيحُهَا2
أيْ: على وُدِّك، و (ما) زائدة.
وتكون بمعنى (مِنْ أَجْل) ، قال لَبيد:
غُلْبٌ تَشَذَّرُ[3] بِالذُّحُولِ[4]....... ... ............................................
1 هو: عَمْرُو بن قَمِيئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة البكريّ الوائليّ، ويكنى أبا كعب: شاعرٌ جاهليّ مقدَّم؛ خرج مع امرئ القيس في توجُّهه إلى قيصر، فمات في سفره ذلك؛ سنة (85ق هـ) ، فسمَّتْه بكرٌ (عمرًا الضّائع) .
يُنظر: الشّعر والشّعراء 238، والأغاني 18/143، والمؤتلف والمختلف 254، ومعجم الشّعراء 3، والخزانة 4/411.
2 هذا بيتٌ من الطّويل.
و (سليمى) يريد: يا سليمى؛ وكانت امرأته.
والمعنى: بودّك مجاورة قومي وقت هبوب ريح الشّمال - يريد: الكِناية عن شدّة الزّمان وكَلَبه- على أنّك قد تركتهم وفارقتهم. وتكون الباء بمعنى القسم؛ أي: بحقّ المودّة التي بيني وبينك؛ أي: شيء قومي في الكرم. ويروى (بوَدّك) ، أي: بحقّ صنمك الذي تعبدين.
والشّاهد فيه: (بودّك ما قومي) حيث جاءت (الباء) بمعنى (على) ، و (ما) زائدة.
يُنظر هذا البيت في: أدب الكاتِب 414، وحروف المعاني 86، والأزهيّة 285، والاقتضاب 455، والدّيوان 23. [3] في ب: تشدو وهو تحريف. [4] في كلتا النسختين: الدّخول، وهو تحريف، والصواب ما هو مثبت.
هذا جزء بيتٍ من الكامل، وهو بتمامه:
غُلْبٌ تَشَذَّرُ بِالذُّحُولِ كَأَنَّهَا ... جِنُّ الْبُدِيِّ رَوَاسِيًا أَقْدَامُهَا
وهو من معلّقة لَبيد.
و (غُلْبٌ) : جمع أغلب؛ وهو: الغليظ العُنق. و (التّشذّر) : التّوعّد، والتَّهَدُّدُ. و (الذّحول) : الأحقاد. و (البديّ) : وادٍ تسكُنه الجنّ. و (الرّواسي) : الثّوابت.
قال الزّوزنيّ في شرح هذا البيت: "هم رجالٌ غلاظ الأعناق كالأُسود، أي: خُلقوا خِلقة الأسود، أي: يهدّد بعضُهم بعضًا بسبب الأحقاد الّتي بينهم؛ ثم شبّههم بجنّ هذا الموضع في ثباتهم في الخصام والجدل. يمدح خصومه؛ وكلّما كان الخصم قويًّا وشديدًا فإنّ قاهرَهُ وغالِبَهُ أقوى وأشدّ". شرح المعلّقات السّبع 97.
والشّاهد فيه: (بالذّحول) حيث جاءت (الباء) بمعنى (من أجل) ، أي: من أجل الذّحول.
يُنظر هذا البيت في: أدب الكاتب 415، وحروف المعاني 86، والأزهيّة 87، والاقتضاب 456، واللّسان (شذر) 4/499، (با) 15/443، والخزانة 9/515، والدّيوان 177.
اسم الکتاب : اللمحة في شرح الملحة المؤلف : ابن الصائغ الجزء : 1 صفحة : 241