اسم الکتاب : اللمحة في شرح الملحة المؤلف : ابن الصائغ الجزء : 1 صفحة : 231
وقد تلمح فيه الاسميّة بدخول حرف الجرّ عليه، كقول الشّاعر:
غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَمَّ ظِمْؤُهَا[1] ... [تَصِلٌّ] [2] وَعَنْ قَيْضٍ[3] بِزَيْزَاءَ مَجْهَلِ4
وتكون بمعنى (الباء) ، كقولك[5]: (سِرْ على اسمِ الله) .
(عَنْ) : حرف جَرٍّ يدخل على الظّاهر والمُضْمَر؛ وله مَعَانٍ:
أَحَدُها: المجاوزة، كقولك: (بلغني عن زيدٍ حديث) أي: جاوزه.
وقد تكون مكان (من أجل) ، قال لبيد:
لوِرْدٍ تَقْلِصُ الْغِيْطَانُ[6] عَنْهُ[7] ... ............................ [1] في ب: ضمّها، وهو تحريف. [2] ما بين المعقوفين ساقطة من ب، وفي أ: تصدُّ، وهو تحريف. [3] في كلتا النسختين فيض، والصواب ما هو مثبت.
4 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لِمُزَاحِم بن الحارث العُقَيْليِّ.
و (الظِّمْءُ) : مدّة صَبْرِها عن الماء، وهو ما بين الشّرب إلى الشّرب. و (تَصِلُّ) : تُصوِّت، أي: يُسمع لأحشائها صليل من يبس العظم. و (القَيْضُ) : قِشْرُ البيض. و (الزِّيزَاء) : البيداء. و (مجهل) : الصّحراء الّتي يُجهل فيها؛ إذْ لا علامة فيها.
والمعنى: إنّ هذه القَطَاة انصرفت من فوق فِرَاخها بعدما نفد صبرها عن الماء، تصوّت أحشاؤها لعطشها، بسبب بعد عهدها عن الماء.
والشّاهد فيه: (من عليه) على أنّ (على) فيه اسم بمعنى (فوق) ؛ بدليل دخول حرف الجرّ عليه.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب 4/231، ونوادر أبي زيد 163، والمقتضب 3/53، والأزهيّة 194، وشرح المفصّل 8/38، ورصف المباني 433، والخزانة 10/147، 150، وشعرُه -ضمن مجلّة معهد المخطوطات العربيّة، المجلّد 22 - 1/120. [5] في ب: كقولهم. [6] في كلتا النّسختين: الغيلان، والصّواب ما هو مثبت. [7] هذا صدر بيتٍ من الوافر، وعجزه:
يَبُذُّ مَفَازَةَ الْخِمْسِ الْكَمَالِ
وهو للبيد، من أبيات له يصفُ فيها الحمار والأتن.
و (الورد) : بمعنى الورود. و (الغيطان) : المواضع المطمئنّة من الأرض. و (تقلص) : تقصر. و (يبذّ) : يقطع. و (الخمس) : وُرود الماء في اليوم الخامس. و (الكمال) : الكامل.
والشّاهد فيه: (عنه) حيث جاءت (عن) بمعنى (من أجل) أي: من أجله.
يُنظر هذا البيت في: أدب الكاتب 406، وحروف المعاني للزّجّاجيّ 80،والاقتضاب 445، وشرح أدب الكاتب للجواليقيّ 267، والدّيوان 107.
اسم الکتاب : اللمحة في شرح الملحة المؤلف : ابن الصائغ الجزء : 1 صفحة : 231