اسم الکتاب : اللمحة في شرح الملحة المؤلف : ابن الصائغ الجزء : 1 صفحة : 217
بَابُ حُرُوفِ الْجَرِّ:
وَالجَرُّ فِي الاِسْمِ الصَّحِيْحِ المُنْصَرِفْ ... بِأَحْرُفٍ هُنَّ إِذَا مَا قِيلَ صِفْ
مِنْ وَإِلَى وَفِي وَحَتَّى وَعَلَى ... وَعَنْ وَمُنْذُ ثُمَّ حَاشَا وَخَلاَ
قولُه: (والجرُّ في الاسم) يُشير إلى اختصاصه به.
وقوله: (الصّحيح) احترازًا مِنَ المُعْتلّ؛ لأنَّ الجرَّ فيه مُقدّرٌ.
وقوله: (المنصرف) احترازًا ممّا لا ينصرف.
وقوله: (بأحرف) يُعْلَمُ منه أنَّ الاسم يُجرُّ بغير الحرف، وهو الاسم؛ فإنْ تضمَّن الاسم الأوّل معنى زمانٍ أو مكان فهو ظرفٌ[1]، والاسم الثّاني مخفوضٌ[2] به؛ وإنْ لم يتضمّن ذلك فهو مضافٌ[3]، والثّاني مضافٌ إليه؛ لكنَّهُ تقدّم بذكر الحرف؛ لأنَّه أولى بالعمل من الاسم.
وابتدأ بذكر (مِنْ) لأنَّها أُمُّ [28/ب] الباب؛ وهو حرفُ جَرٍّ يدخل على الظّاهر، وعلى المضمر؛ تقول: (أخذت من زيدٍ) و (سمعت منه) ؛ وله مَعَانٍ:
أَحَدُها: ابتداء الغاية في المكان، كقوله[4]: (قُمْتُ من الدّار) .
وللتّبعيض، كقولك: (أَنْفَقْتُ من المال) .
ولتمييز الشّيء[5] من غيره، كقولك: (أُحِبُّ الحَمَامَ من الطَّيْرِ) . [1] في كلتا النسحتين: طرق والصواب ما هو مثبت. [2] في ب: محفوظ. [3] في أ: فهو مضافٌ إليه، وهو سهو. [4] في ب: كقولك له. [5] أي: (من) التي لبيان الجنس.
اسم الکتاب : اللمحة في شرح الملحة المؤلف : ابن الصائغ الجزء : 1 صفحة : 217