اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 472
فقوله: "لها" في موضع خبر المبتدأ الذي هو "عمل" و"على الحدّ" متعلق بـ "عمل" فيه الإخبار عن المصدر قبل تمام عمله[1].
قد تقدمت الإشارة - قريباً - إلى أن المصدر المقدر بالحرف المصدري والفعل مع معموله كالموصول مع صلته وأنه لا يتقدم عليه ما يتعلق به كما لا يجوز تقديم شيء من الصلة على الموصول، ولا يفصل بينهما بأجنبي كما لا يفصل بين الموصول وصلته[2].
هذا رأي جمهور النحويين في هذه المسألة.
قال ابن مالك في الكافية الشافية:
وهو مع المعمول كالموصول مع ... صلته فيما أُجيز وامتُنع
وبالندور احكم على الذي يرد ... بغير ذا، أو حاول العذر تجدْ 3
وقال في التسهيل:
"ويُضمرُ عاملٌ فيما أوهم خلاف ذلك، أو يُعدُّ نادراً"[4].
أي إن وقع ما يوهم خلاف ما ينبغي تُلطف له فيما يؤمن معه الخطأ ويُثبت به الصواب، من محاولة تخريجه على وجه مناسب ومحاولة إيجاد العذر، كالضرورة الشعرية. فإن لم يتأتَ كلُّ ذلك حُمل على النُّدرة[5].
فممَّا يوهم الفصل بأجنبي - مثلاً - قول الشاعر6:
المنُّ للذمِّ داعٍ بالعطاءِ فلا ... تمنن فتُلقى بلا حمد ولا مالِ7 [1] انظر: حاشية الملوي على شرح المكودي 121. [2] انظر: شرح التسهيل 3/113، شرح الكافية الشافية 2/1018، شرح الأشموني 2/291.
3 الكافية الشافية 2/1018. [4] التسهيل 142. [5] انظر: شرح الكافية الشافية 2/1019.
6 لم أجده من سمَّاه.
7 من "البسيط" وقد ورد في: شرح الكافية الشافية 2/1020، شرح الأشموني 2/292.
اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 472