اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 463
أو تكون الحال بين المبتدأ والخبر في ترتيبها الأصلي، نحو: زيد قائماً عندك، وعمرو مقيماً في الدار.
ففي هذه الصورة خلاف بين النحويين على أربعة مذاهب. سأوردها باختصار، ولكني سأذكر قبل ذلك ما جاء في ألفية ابن مالك من هذا القبيل.
ففي باب " عطف النسق " قال:
فالعطف مطلقاً بواوٍ ثم فا ... حتى أم أو كفيك صدقٌ ووفا 1
فقوله: "العطف": مبتدأ، وخبره قوله: "بواو" و "مطلقاً" حال من الضمير المستتر في الخبر، وجاء تقديم الحال على عاملها المضمن معنى الفعل دون حروفه؛ لأن ذلك مغتفر في النظم، على أن الأخفش والناظم أجازاه قياساً[2].
وفي باب "المقصور والممدود" قال:
والعادمُ النظير ذا قصر وذا ... مدٍّ بنقلٍ كالحجا وكالحذا 3
فقوله: "العادم": مبتدأ، و "بنقل" جار ومجرور متعلق بمحذوف خبره. و"ذا قصر وذا مد" حالان من الضمير المستكن في الخبر. وهذا من تقديم الحال على عاملها المعنوي[4].
والآن أُورد المذاهب الأربعة في هذه المسألة:
الأول: مذهب جمهور البصريين المتمثل في المنع مطلقاً[5]. وما ورد من ذلك فمسموع يحفظ ولا يقاس عليه[6]؛ نظراً لضعف العامل بعدم تصرفه[7].
1 الألفية ص42. [2] انظر: حاشية الملوي على المكودي 142.
3 الألفية ص57. [4] انظر: شرح الأشموني 4/109. [5] انظر: الارتشاف 2/355، توضيح المقاصد 2/157، شرح الأشموني1/181. [6] انظر: شرح الألفية لابن الناظم 329، شرح الأشموني 1/181. [7] انظر: المقتضب 4/170.
اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 463