اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 460
وذهب ابن كيسان (320هـ) ، وأبو علي الفارسي، وابن برهان إلى جواز ذلك[1].
وتابعهم ابن مالك فقال في الألفية:
وسبقَ حالٍ ما بحرفٍ جُرَّ قد ... أَبَوْا، ولا أمنعه فقد وردْ 2
وحجته في ذلك - بالإضافة إلى السماع - أن المجرور بحرف مفعولٌ به في المعنى، فلا يمتنع تقديم حاله عليه كما لا يُمنع تقديم المفعول به[3].
ومما جاء مسموعاً من أشعار العرب الموثوق بعربيتهم قول الشاعر4:
لئن كانَ بردُ الماءِ هيمانَ صادياً-إليَّ حبيباً إنها لحبيبُ 5
فـ "هيمان" و "صاديا" حالان من الضمير المجرور بـ "إلى" وهو الياء. [1] انظر: شرح التسهيل 2/337، الارتشاف 2/348.
2 الألفية ص 30. [3] انظر: شرح الكافية الشافية 2/744.
4 اختلف فيه فقيل: هو عروة بن حزام العذري، وقيل: كثيرِّ عزَّة، وقيل: قيس بن ذريح، وقيل: مجنون ليلى.
فهو لعروة في: الشعر والشعراء 2/623، والخزانة 3/212، 218، ولكثير عزة في المقاصد النحوية 3/156، وللمجنون في سمط اللآلي 400. وقال المبرد في الكامل 2/789: أحسبه لقيس بن ذريح.
وبلا نسبة في: شرح التسهيل 2/338، شرح ابن عقيل 2/264، شرح الأشموني 2/177.
5 البيت من "الطويل".
"هيمان": شديد العطش. "صادياً": عطشان.
يقول: إذا كان الماء البارد حبيباً إلى نفسي وأنا في أشد العطش والظمأ فإن هذه المرأة حبيبة إلى نفسي كالماء للعطشان.
اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 460