اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 437
وذهب جمهور البصريين إلى جواز تقدمه. وكذا من المتأخرين أبو علي الفارسي[1] (377هـ) وابن جني[2]، وابن بَرْهان[3] (456هـ) وعبد القاهر الجرجاني[4] (471هـ) والزمحشري[5]، وأبو البقاء العكبري[6] (616هـ) وابن عصفور[7].
ومما احتج به أصحابُ هذا الرأي قوله تعالى: {أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْروفاً عَنْهُمْ} [8]، فقالوا: إن "يوم" معمول "مصروفاً" وتقديم المعمول يؤذن بتقدم العامل[9].
أما ابن مالك فرأيه رأي الفريق الأول القائل بمنع تقديم خبر "ليس" عليها [10]، وقال: لنا في الآية ثلاثة أجوبة:
أحدها: أن "يوم" مرفوع بالابتداء، وإنما بني على الفتح لإضافته إلى الجملة وذلك سائغ مع المضارع كسوغه مع الماضي.
الثاني: أن المعمول قد يقع حيث لا يقع العامل نحو: أمَّا زيداً فاضرب، فإنه لا يلزم من تقديم معمول الفعل بعد "أمَّا" تقديم الفعل. [1] انظر: الإيضاح 1/101. [2] انظر: الخصائص 2/382. [3] انظر: شرح اللمع 1/58، 59
وابن بَرْهان هو: عبد الواحد بن علي الأسدي العكبري، أبو القاسم. عالم في النحو واللغة.
(نزهة الألباء 259، 260، إنباه الرواة 2/213 - 215، شذرات الذهب 3/297) . [4] انظر: المقتصد 1/408. [5] انظر: المفصل 269. [6] انظر: التبيان 2/690. [7] انظر: شرح الجمل 1/389. [8] من الآية 8 من سورة هود. [9] انظر: التبيان 2/690، شرح الجمل 1/389. [10] انظر: شرح التسهيل 1/351، شرح عمدة الحافظ 112.
اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 437