اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 418
ومنه ما جاء في باب "الضمير" حين كان يتحدث عن نون الوقاية فقال:
وليتني فشا وليتي ندرا ... ومع لعلَّ اعكس وكن مخيّرا
في الباقي ات واضطراراً خَفَّفا ... منيِّ وعنيِّ بعضُ من قد سلفا1
فقوله: "في الباقيات" متعلق بـ"مخيرا"، واتصال آخر الكلمة من البيت بأول كلمة من البيت الذي بعده يُسمَّى تضميناً، وهو قبيح في الشعر[2].
ومثله قوله في باب "الإبدال":
والواوُ لاماً بعد فتح يا انقلبْ ... كالمعطيانِ يُرْضَيانِ.ووجبْ
إبدالُ واوٍ بعد ضمٍ من ألفْ-ويا كموقن بذا لها اعتُرفْ3
وإنما سُمي هذا بالتضمين، لأنك ضمَّنت البيت الثاني معنى الأول، لأن الأول لا يتم إلا بالثاني، كقول النابغة الذبياني:
وهُمْ وردوا الجفارَ على تميمٍ ... وهم أصحابُ يومِ عكاظ إنِّي
شهدتُ لهم مواطنَ صالحاتٍ ... وثقت لهم بحسن الظن مني4
وكلما كانت اللفظة المتعلقة بالبيت الثاني بعيدةً من القافية كان أسهل عيباً[5].
ومن التجوّز في الألفاظ ما يلي:
1 - قال في باب " الابتداء ":
وبعد " لولا " غالباً حذفُ الخبرْ ... حتمٌ، وفي نصِّ يمينٍ ذا استقرْ6
1 الألفية ص13. [2] انظر: تمرين الطلاب في صناعة الإعراب 16، حاشية الصبان 4/306.
3 الألفية ص68.
4 الديوان 123. [5] انظر: العمدة 1/171، الكافي في العروض والقوافي 166، مفتاح العلوم للسكاكي 576.
6 الألفية ص17.
اسم الکتاب : الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك المؤلف : الحندود، إبراهيم بن صالح الجزء : 1 صفحة : 418