responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 44
وليس بمدع أن هذا باب مستور ولا حديث غير مشهور حتى إنه لا يعرفه أحد إلا الله وحده وإنما العادة في أمثاله عموم معرفة الناس به لفشوه فيهم وكثرة جريانه على ألسنتهم.
فإن قيل: فقد جاء عنهم في كتمان الحب وطيه وستره والبجح[1] بذلك والادعاء له ما لا خفاء به؛ فقد ترى إلى اعتدال الحالين فيما ذكرت.
قيل: هذا وإن جاء عنهم فإن إظهاره أنسب[2] عندهم وأعذب على مستمعهم ألا ترى أن فيه إيذانًا من صاحبه بعجزه عنه وعن ستر مثله ولو أمكنه إخفاؤه والتحامل[3] به لكان مطيقًا له مقتدرًا عليه وليس في هذا من التغزل ما في الاعتراف بالبعل[4] به وخور الطبيعة عن الاستقلال بمثله ألا ترى إلى قول عمر "بن أبي ربيعة"5:
فقلت لها ما بي من ترقب ... ولكن سري ليس يحمله مثلي6
وكذلك قول الأعشى:
وهل تطيق وداعًا أيها الرجل7
وكذلك قول الآخر:
ودعته بدموعي يوم فارقني ... ولم أطق جزعًا للبين مد يدي8

[1] البجح بالشيء: الفرح به.
[2] أي أرق نسيبا واغزل.
[3] مصدر تحامل في الأمر وبه: تكلفه على مشقة.
[4] البعل -بالتحريك: الضجر.
5 زيادة من ج.
6 من قصيدة له مطلعها:
جرى ناصح بالود بيني وبينها ... فقربني يوم الحصاب إلى قتل
وقبله:
فقال وأرخت جانب الستر بيننا ... معي فتحدث غير ذي رقبة أهلي
وانظر الديوان. والحصاب -بزنة كتاب- موضع رمي الجمار بمنى.
7 صدره:
ودع هريرة إن الركب مرتحل
وهو مطلع معلقته
8 هذا البيت أول ثلاثة أبيات في المختار من شعر بشار 348 ويه "صالحته" بدل "ودعته".
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست