اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 357
الكافة على قولهم: الدوام, وليس أحد[1] يقول: الديام فعلمت بذلك أن العارض في هذا الموضع إنما هو من جهة الصنعة لا من جهة اللغة.
ومثل ذلك ما حكاه أبو زيد من قولهم: "ما هت الركية تميه ميهًا "[2], مع إجماعهم على أمواه, وأنه لا أحد يقول: أمياه.
ونحو من ذلك ما يحكى عن عمارة بن عقيل من أنه قال في جمع ريح: أرياح؛ حتى نبه عليه فعاد إلى أرواح. وكأن أرياحًا أسهل قليلا؛ لأنه قد جاء عنهم قوله:
وعلي من سدف العشي رياح3
فهو بالياء لهذا آنس.
وجماع هذا الباب غلبة الياء على الواو لخفتها؛ فهم لا يزالون[4] تسببًا إليها, ونجشًا عنها, واستثارة لها, وتقربًا ما استطاعوا منها.
ونحو هذه الطريق في التدريج , حملهم علباوان على حمراوان, ثم حملهم رداوان على علباوان, ثم حملهم قراوان على رداوان, وقد تقدم ذكره [5]. وفي هذا كاف مما يرد في معناه بإذن الله تعالى.
ومن ذلك أنه لما اطردت إضافة أسماء الزمان إلى الفعل نحو , قمت يوم قمت, وأجلس حين تجلس, شبهوا ظرف المكان في "حيث " فتدرجوا من "حين " إلى "حيث " فقالوا: قمت حيث قمت. ونظائره كثيرة. [1] في أ: "لأحد". [2] أي ظهر ماؤها وكثر. والركية: البئر.
3 انظر ص351 من هذا الجزء. [4] كذا في أ. وفي ب: "تشبيا" بإعجام الشين. وفي ش: "تشبثا بها وبحثا عنها واستثارة لها". وفي ج: "لا يألون" في موضع "لا يزالون" وتوافق بعدما في أ، وهي جيدة، وقوله "لا يزالون تسيبا إليها"، أي يتسيبون إليها تسيبا، وكذا قوله: "نجشا" أي ينجشون. وقوله: "استثارة" أي يستثيرون، فهي مفاعيل على المصدر" ويجوز أن تكون على الحذف، أي ذوي تسبب إلخ، أو أنه حمل هذه المعاق عليهم على قصد المبالغة. والنجش: البحث عن الشيء واستخراجه. [5] انظر ص214 وما بعدها من هذا الجزء.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 357