اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 313
باب في إصلاح [1] اللفظ:
اعلم أنه لما كانت الألفاظ للمعاني أزمة وعليها أدلة وإليها موصلة، وعلى[2] المراد منها محصلة عنيت العرب بها فأولتها صدرًا[3] صالحًا من تثقيفها وإصلاحها.
فمن ذلك قولهم: أما زيد فمنطلق ألا ترى أن تحرير هذا القول إذا صرحت بلفظ الشرط فيه صرت إلى أنك كأنك قلت: مهما يكن من شيء فزيد منطلق قتجد الفاء في جواب الشرط في صدر الجزأين مقدمة عليهما. وأنت في قولك: أما زيد فمنطلق إنما تجد الفاء واسطة بين الجزأين ولا تقول: أما فزيد منطلق كما تقول فيما هو "في معناه "[4]: مهما يكن من شيء فزيد منطلق. وإنما فعل ذلك لإصلاح اللفظ.
ووجه إصلاحه أن هذه الفاء وإن كانت جوابًا ولم تكن عاطفة فإنها على مذهب[5] لفظ العاطفة وبصورتها فلو قالوا: أما فزيد منطلق كما يقولون: مهما يكن من شيء فزيد منطلق لوقعت الفاء الجارية مجرى فاء العطف بعدها اسم [1] كذا في أ، ش، ج. وفي ب: "اصطلاح". [2] كأنه ضمن "محصلة" معنى موفقة، فعداه بـ"على". [3] كذا في ب، ش، ج. وقد سقط هذا اللفظ في أ. [4] كذا في ش، ب، د، هـ. وفي أ: "بمعناه". [5] ثبت هذا اللفظ في أ. وسقط في ش، ب، ج.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 313