responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 277
البِئباء على هذا الفعلال كالزلزال, والقلقال, والبأبأة[1] الفعللة, كالقلقلة, والزلزلة, وعلى هذا اشتقوا منهما "البئب " فصار فعلا من باب سلس, وقلق؛ قال 2:
يا بأبي أنت ويا فوق البئب 3
فالبئب الآن بمنزلة الضلع, والعنب, والقمع, "والقرب"[4]. ومن ذلك قولهم: القرنوة[5] للنبت وقالوا: قرنيت السقاء إذا دبغته بالقرنوة فالياء في قرنيت الآن للإلحاق, بمنزلة ياء سلقيت وجعبيت وإنما هي بدل من واو "قرنوة " التي هي لغير الإلحاق. وسألني أبو علي -رحمه الله- عن ألف "يا " من قوله -فيما أنشده أبو زيد6:
فخيرٌ نحن عند الناس منكم ... إذا الداعي المثوب قال يا لا7
فقال: أمنقلبة هي؟ قلت: لا؛ لأنها في حرف أعني " يا " فقال: بل هي منقلبة. فاستدللته على ذلك فاعتصم بأنها قد خلطت باللام بعدها ووقف عليها فصارت اللام كأنها جزء منها فصارت "يال " بمنزلة قال والألف في موضع العين وهي مجهولة فينبغي أن يحكم عليها بالانقلاب عن الواو. هذا[8] جمل ما قاله ولله هو وعليه رحمته،

[1] هو بالجر عطف على "البئباء". وفيه العطف على معمولين. ويقرأ بالرفع على حذف المضاف وهو "مثال" أي ومثال البأبأة.
2 هو آدم مولى بلعنبر كما في اللسان في "أبو". وهو من رجز البيان والتبيين للجاحظ 1/ 163، يقول في ابن له.
3 "يا فوق البئب" -ويروى البيب- أي أتت فوق أن يقال له: بأبي أنت.
[4] زيادة في أخلت منها ش، ب.
[5] انظر ص228.
6 انظر ص21 من نوادر أبي زيد، والخزانة ص4 ج2 من السلفية. وهذا من بيتين لزهير بن مسعود الضبي.
7 يعده:
ولم يثق العوائق من غيور ... بغيرته وخلين الحجالا
المثوب: الذي يدعو الناس للحرب يستنصرهم، وقوله "يالا" يريد يا لبني فلان. والعواتق جمع عاتق وهي التي لم تتزوج، وقوله "خلين الحجالا" أي من الفزع يخرجن من المجال فلا يثقن بأن يمنعهن الأزواج والآباء والإخوة، يقول: نحن عندهن أوثق منكن.
[8] كذا في أ، وفي ش، ب: "وهذا".
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست