اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 273
باب في عكس التقدير:
هذا موضع من العربية غريب. وذلك أن تعتقد في أمر من الأمور حكمًا ما وقتامًا ثم تحور[1] في ذلك الشيء عينه في وقت آخر فتعتقد فيه حكمًا آخر.
من ذلك الحكاية عن أبي عبيدة [2]. وهو قوله: ما رأيت أطرف[3] من أمر النحويين؛ يقولون: إن علامة التأنيث لا تدخل على علامة التأنيث وهم يقولون "علقاة " وقد قال العجاج:
فكر في علقي وفي مكور4
يريد أبو عبيدة أنه قال: "في علقي " فلم يصرف التأنيث ثم قالوا مع هذا "علقاة " أي فألحقوا تاء التأنيث ألفه. قال أبو عثمان [5]: كان أبو عبيدة أجفى من أن يعرف هذا. وذلك أن من قال "علقاة " فالألف عنده للإلحاق بباب جعفر كألف "أرطى " فإذا نزع الهاء أحال اعتقاده الأول عما كان عليه وجعل الألف للتأنيث فيما بعد فيجعلها للإلحاق مع تاء التأنيث وللتأنيث إذا فقد التاء. ولهذا نظائر. هي قولهم [6]: بُهمي[7] وبُهماة وشكاعى[8] وشكاعاة، وباقلى وباقلاة ونقاوى[9]، ونقاواة، [1] أي ترجع. وهو هكذا في أ، ب. وفي ج: "تجوز" وكذا هو في ش فيما يبدو للقارئ، وهو تحريف. [2] كذا في الأصول ما عدا ش ففيها: "عبيد" وهو خطأه وما أثبت هو الصواب. [3] كذا في أ، ب، ش. وفي ج: "أظرف".
4 هذا في وصف الثور الوحشي الذي شبه به ناقته. ويروى: "فحط" بدل "فكر" ويروى أيضا بدلهما "يستن" أي يرعى في العلقى وفي المكور، وهي جمع مكر -كضرب- وهو ضرب من النبات، كالعلقى. وانظر أراجيز العرب 92 وديوان العجاج والكتاب 2/ 9 وشرح شاهد الشافية للبغدادي 417. [5] انظر الكشاف في سورة المؤمن عند قوله تعالى: {يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} والجار بردي على الشافية 315. [6] كذا في أ. وفي ش، ب: "هو". [7] هو ضرب من النبات من خير المراعي. ولا يثبت سيبويه بهماة ألف بهمى عنده للتأنيث وانظر الكتاب 2/ 9. [8] من دق النبات يتداوى بها. [9] ضرب من النبات له زهر أحمر. وقوله: "نقاوى ونقاواة" بالنون كذا في أ، ب، ج. وفي ش: "تفاوى وتقاواة". وهو تحريف.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 273