responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 157
خرج على الصحة تنبيهًا على أن أصل سيّد وميّت: سيّود وميّوت. وكذلك "عوية " خرجت سالمة؛ ليعلم بذلك أن أصل لية لوية وأن أصل طية طوية وليعلم أن هذا الضرب من التركيب وإن قل في الاستعمال فإنه مراد على كل حال.
وكذلك أجازوا تصحيح نحو أسيود وجديول إرادة للتنبيه على أن التحقير والتكسير في هذا النحو من المُثُل من قبين واحد.
فإن قلت: فقد قالوا في العلم أسيد, فأعلوا كما أعلوا في الجنس؛ نحو قوله 1:
أسيد ذو خريطة نهارا ... من المتلقطي قرد القمام2
فعن ذلك[3] أجوبة. منها أن القلب الذي في أسيد قد كان سبق إليه وهو جنس كقولك: غليم أسيد, ثم نقل إلى العلمية بعد أن أسرع فيه القلب فبقي بحاله،

1 أي الفرزدق. وانظر اللسان "سود" والنقائض طبعة أوروبا 1006، والكتاب 1/ 95.
2 من قصيدته التي مطلعها:
ألستم عائجين بنا لعنا ... نرى العرصات أو أثر الخيام
وقبله:
سيبلغهن وحي القول مني ... ويدخل رأسه تحت القرام
فقوله: "أسيد" فاعل "سيبلغهن أي يبلغ اللائي يتحدث عنهن وله هوى فيهن. "وحي القول" ما يحمله من رسالة أو كلام. والقوام: الستر الذي يحجبهن. وقوله "أسيد" يريد "غلام أسود". الخريطة تصغير الخريطة: وهي كالمخلاة يضع فيها ما يلتقط، والقمام، الكناسة، والقرد: ما تليد من الكناسة. يصف أن الغلام الأسود الرسول إلى من يحب لا يؤبه له، فهو قمئ يقم الكناسة، وبذلك يصل إلى هوى الشاعر دون أن يثير انتباه أحد. وانظر في اللسان "سود" رأيا آخر في تفسير البيت يخالف ما أسلفت، وهو غير مرضي.
[3] أنت ترى أن ابن جني بنى الاعتراض بأسيد على أنه في البيت علم، وقد أبان عن هذا بما لا يحتمل الشك في عبارته في ج إذ يقول "فإن قلت: فقد قالوا في العلم أسيد، كما قال: أسيد...."، وقد علمت أن "أسيد" في بيت الفرزدق ليس من العلم في شيء، كيف وقد ولد وصفه بقوله: "ذو خريطة" وهذا نكرة لا يوصف به العلم، كما لا يخفى، وبهذا تعلم أن لا وجه لإيراد السؤال، ولا الجواب، بله الأجوبة.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست