responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 114
صدر النهار يراعي ثيرةً رتعا1
وهذا لا نكير[2] له[3] في وجوبه لسكونه عينه.
نعم وقد دعاهم إيثارهم لتشبيه الأشياء بعضها ببعض أن حملوا الأصل على الفرع؛ ألا تراهم يعلون المصدر لإعلال فعله ويصححونه لصحته. وذلك نحو قولك: قمت قيامًا وقاومت قوامًا. فإذا حملوا الأصل الذي هو المصدر على الفرع الذي هو الفعل فهل بقي في[4] وضوح الدلالة على إيثارهم تشبيه الأشياء المتقاربة بعضها ببعض شبهة!
وعلى ذلك أيضًا عوضوا في المصدر ما حذفوه في الفعل فقالوا: أكرم يكرم, فلما حذفوا الهمزة في المضارع أثبتوها في المصدر فقالوا: الإكرام فدل هذا5

1 صدره:
فظل يأكل منهم وهي رائعة
وهو من قصيدة طويلة. وهذا في وصف مهاة -بقرة وحشية- أكل السبع ولدها شبه بها ناقته، وقبله:
كأنها بعد ما أفضى النجاد بها ... بالشيطين مهأة تبتغي ذرعا
أهوى لها ضابئ في الأرض مفتحص ... للحم قدما خفي الشخص قد خشعا
فظل يخدعها عن نفس واحدها ... في أرض في بفعل مثله خدعا
حانت ليفجها بابن وتطعمه ... لحما فقد أطعمت لحما وقد فجعا
وبعد البيت:
حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت ... جاءت لترضع شق النفس لو رضعا
عجلى إلى المعهد الأدنى ففاجأها ... أقطاع مسك وسافت من دم دفعا
وقوله: فظل يأكل منها أي من ابنها الذي افترسه لا منها نفسها؛ إذ كيف يكون هذا مع قوله: "وهي رائعة" وقد غر هذا ابن دريد في الجمهرة، فجعله في وصف بقرة مسبوعة. وانظر اللآلي 312.
[2] في الأصول: "نظير" والأنسب ما أثبته. ولما في الأصول وجه بعيد. وهو أنه بلغ الغاية في داعي وجوب الإعلال فلا نظير له في هذا، وهو كلام خرج مخرج المبالغة.
[3] سقط "له" في أ.
[4] كذا في أ. وفي ش، ب: "من".
5 سقط لفظ "هذا" في ش، ب وثبت في أ.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست