responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين المؤلف : الأنباري، أبو البركات    الجزء : 1  صفحة : 320
أراد "شاءوا"، وقال الآخر:
[247]
وأَخُو الغَوَان متى يَشَأْ يَضْرِمْنَهُ ... ويَكُنَّ أعداءَ بُعَيْدَ وِدَادِ
أراد "الغواني"، وقال الآخر:
[248]
كَفَّاكَ كَفٌّ لا تُلِيقُ دِرَهَمًا ... جودًا، وأخرى تُعْطِ بالسيف الدَّمَا
أراد"تعطي"، وقال الآخر:
[249]
ليس تخفى يَسَارَتِي قَدْرَ يوم ... ولقد يُخْفِ شِيمَتِي إِعْسَارِي

[247] هذا البيت من كلام الأعشى ميمون، وهو من شواهد سيبويه "1/ 10" والغواني: جمع غانية، وهي المرأة التي استغنت بجمالها عن الزينة، أو هي التي استغنت بزوجها عفة وتصونًا وحصانة، أو هي التي غنيت بمكانها: أي أقامت فيه ولم تفارقه، وقوله "متى يشأ" قد حذف منه المفعول، وأصل الكلام: متى يشأ صرمهن، ويصرمنه يبتتن حبال مودته ويقطعنها. يصف النساء بالغدر وقلة الوفاء والصبر، يقول: من كان مشغوفًا بهن مواصلًا لهن إذا تعرض لصرمهن سارعن إلى ذلك لتغيير أخلاقهن وقلة وفائهن، ومحل الاستشهاد بهذا البيت قوله "الغوان" فقد أراد أن يقول "الغواني" فحذف الياء ضرورة، واكتفى بالكسرة دليلًا عليها.
ومثل هذا البيت قول خفاف بن ندبة السلمي، وهو من شواهد سيبويه "1/ 9":
كنواح ريش حمامة نجدية ... ومسحت باللثتين عصف الإثمد
فإنه أرد "كنواحي ريش حمامة" فحذف الياء اجتزاء بالكسرة التي قبلها؛ لأنها تدل عليها، ومثله قول الآخر، وهو أيضًا من شواهد سيبويه "1/ 9":
فطرت بمنصلي في يعملات ... دوامي الأيد يخطبن السريحا
فقد أراد أن يقول "دوامي الأيدي" فحذف الياء مجتزئًا بالكسرة التي قبلها للدلالة عليها.
[248] أنشد ابن منظور هذا البيت "ل ي ق" ولم يعزه، وتقول: فلان ما يليق بكفه درهم -من مثال باع يبيع- أي ما يحتبس وما يبقى في كفّه، وتقول فلان ما يليق درهمًا -من مثال أنال ينيل- أي ما يحتبس وما يبقى درهمًا أيضًا، وقال الشاعر:
تقول إذا استهلكت مالًا للذة ... فكيهة: هل شيء بكفيك لائق؟
يصف صاحب الشاهد رجلًا بأنه جواد كريم وأنه شجاع فاتك، ونظيره قول الآخر:
يداك يد خيرها يرتجى ... وأخرى لأعدائها غائظه
ومحل الاستشهاد في البيت قوله "تعط" فإنه أراد تعطي؛ لأن الفعل مرفوع لا مجزوم، فحذف الياء مجتزئًا بالكسرة التي قبلها دالة عليها.
[249] أنشد بن منظور هذا البيت "ي س ر" ولم يعزه، واليسارة -ومثله اليسار- الغنى، وقد أيسر الرجل يوسر: أي استغنى، وقد صارت الياء في المضارع واوًا لسكونها وانضمام ما قبلها، ومحل الاستشهاد بالبيت قوله "يخف" فإنه أرد أن يقول يخفي؛ لأن الفعل مرفوع لا مجزوم، فحذف الياء مجتزئًا بالكسرة قبلها للدلالة عليها.
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين المؤلف : الأنباري، أبو البركات    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست