اسم الکتاب : الأصول في النحو المؤلف : ابن السراج الجزء : 1 صفحة : 61
يكون إلا مبدوءًا به, وقد تدخل على المبتدأ حروف ليست من عوامل الأسماء, فلا[1] تزيل المبتدأ عن حاله, كلام الابتداء[2] وحروف الاستفهام "وأما وما" إذا كانت نافية في لغة بني تميم وأشباه ذلك, فتقول: أعمرو "قائم" ولبكر أخوك, وما زيد قائم, وأما بكر منطلق, فهذه الحروف إنما تدخل على المبتدأ وخبره لمعان فيها, ألا ترى أن قولك: عمرو منطلق, كان خبرًا موجبًا فلما أدخلت عليه "ما" صار نفيًا وإنما[3] نفيت "بما" ما أوجبه غيرك حقه أن تأتي بالكلام على لفظه, وكذلك إذا استفهمت إنما تستخبر خبرًا قد قيل, أو ظن كأن قائلًا قال: عمرو قائم[4], فأردت أن تحقق ذلك فقلت أعمرو قائم, وقع[5] في نفسك أن ذلك يجوز وأن يكون وأن لا يكون فاستخبرت[6] مما وقع في نفسك/ 34 بمنزلة ما سمعته أذنك فحينئذ تقول: أعمرو قائم أم لا؟ لأنك لا تستفهم عن شيء إلا وهو يجوز أن يكون[7] عندك موجبه أو منفيه واقعًا, ولام الابتداء تدخل لتأكيد الخبر وتحقيقه, فإذا قلت: لعمرو منطلق, أغنت اللام بتأكيدها عن إعادتك الكلام[8] فلذلك احتيج إلى جميع حروف المعاني لما في ذلك من الاختصار ألا ترى أن الواو العاطفة في قولك: قام زيد وعمرو لولاها لاحتجت إلى أن تقول: قام زيد, قام عمرو, وكذلك جميع الحروف ويوصل بلام القسم[9] فيقال[10]: والله لزيد خير منك؛ لأنك [1] في "ب" لا. [2] في الأصل "هي" قبل حروف الاستفهام. [3] في "ب" وإنها، وهو تصحيف. [4] في "ب" منطلق بدلا من قائم. [5] في "ب" أو وقع. [6] في "ب" واستخبرت. [7] يكون: ساقطة في "ب". [8] في "ب" ولذلك. [9] في الأصل "باللام" للقسم، والتصحيح من "ب". [10] في "ب" فيقول.
اسم الکتاب : الأصول في النحو المؤلف : ابن السراج الجزء : 1 صفحة : 61