اسم الکتاب : الأصول في النحو المؤلف : ابن السراج الجزء : 1 صفحة : 117
مسائل من هذا الباب:
اعلم: أنه لا يجوز أن تقول: قومك نعموا أصحابًا, ولا قومك بئسوا أصحابًا, ولا أخواك نعما رجلين[1], ولا بئسا رجلين. وإذا قلت: نعم الرجل رجلًا زيد, فقولك: "رجلًا" توكيد؛ لأنه مستغنى عنه بذكر الرجل أولًا[2], وهو بمنزلة قولك: عندي من الدراهم عشرون درهمًا[3], وتقول: نعم الرجلان/ 108 أخواك, ونعم رجلين أخواك, وبئس الرجلان[4] أخواك, وبئس رجلين[5] أخواك, وتقول: ما عبد الله نعم الرجل ولا قريبًا من ذلك, عطفت "قريبا" على "نعم" لأن موضعها نصب لأنها خبر "ما". وتقول: ما نعم الرجل عبد الله ولا قريب من ذلك فترفع بالرجل بـ"نعم", وعبد الله بالابتداء, ونعم الرجل: خبر الابتداء وهو خبر مقدم, فلم تعمل "ما" لأنك إذا فرقت بين "ما" وبين الاسم, لم تعمل في شيء, ورفعت "قريبا" لأنك عطفته على "نعم" ونعم في موضع رفع لأنه خبر مقدم, ولا يجيز أحد من النحويين: نعم زيد الرجل[6], وقوم يجيزون: نعم زيد رجلًا[7] ويحتجون بقوله: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [8]. وحسن ليس كنعم، [1] في الأصل "رجالا", ولا معنى له لأنه مثل للجمع. [2] في "ب" أولا، ساقطة. [3] إنما ذكر الدرهم توكيدا، ولو لم يذكره لم يحتج إليه. [4] في الأصل "الرجلين" وهو خطأ، لأنه فاعل للذم. [5] في الأصل: "الرجلين" وهو خطأ لأنه تمييز، والتمييز يكون نكرة ولا يكون معرفة. [6] لأن جملة المدح أو الذم لا يتصرف فيها بتقديم ولا تأخير، لأن الأصل في المدح والذم التخصيص فلا بد أن يتقدم العام قبل الخاص الجار والمجرور. [7] لأن من أحكام التمييز في هذا الباب أن يتقدم على المخصوص، وهذا الذي أجازوه نادر. [8] النساء: 69.
اسم الکتاب : الأصول في النحو المؤلف : ابن السراج الجزء : 1 صفحة : 117