اسم الکتاب : إسفار الفصيح المؤلف : الهروي، أبو سهل الجزء : 1 صفحة : 400
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عاد[1] ثم ترضع فتفطم
(ونتجها أهلها) [2] بفتح النون والتاء، لأن الفاعل قد سمي: إذا قاموا عليها وراعوا حالها حتى ولدت، ومستقبله ينتجونها، بفتح أوله وكسر التاء، والمصدر نتج، بسكونها. وهم ناتجون، والناقة منتوجة. والناتج للناقة بمنزلة القابلة للمرأة. ومنه قول الحارث بن حلزة3:
لا تكسع الشول باغبارها إنك لا تدري من الناتج [1] قال ابن قتيبة في المعاني الكبير 2/879: "أراد أحمر ثمود الذي عقر الناقة فصار مثلا في الشؤم" وفي شرح ديوان زهير لثعلب 28: "أراد أحمر ثمود فقال أحمر عاد، وهذا غلط ... وإنما أراد أحمر ثمود عاقر الناقة"، وقال أبو عبيد في الأمثال 332 عن الأصمعي: "أراد أحمر ثمود، فلم ينكره الشعر، فقال عاد، قال: وقد قال بعض النساب: إن ثمودا من عاد" وهذا رأي المبرد حيث لم يغلط قول زهير واحتج له بأن ثمود لها أيضا: عاد الآخرة، ويقال لقوم هود: عاد الأولى، واستدل بقوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى} النجم 50.
وينظر: شرح القصائد المشهورات 114، وجمهرة أشعار العرب 167، وجمهرة أنساب العرب 462، وتفسير القرطبي 17/78، وشرح القصائد للرازي 814. [2] الصحاح (نتج) 1/343.
3 ديوانه 65، والمفضليات 430. والكسع: أن ينضح على ضرع الناقة الماء البارد ليرتفع البن، وذلك أقوى للناقة وأسمن لأولادها الذين في بطونها. والشول: جمع شائلة، وهي التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر أو ثمانية فخف لبنها وارتفع ضرعها، والأغبار: جمع غبر، وهي بقية اللبن في الضرع. والمعنى: لا تبق ذلك اللبن لتسمين الأولاد، فإنك لا تدري من ينتجها، فلعلك تموت، فتكون للوارث، أو يغار عليها، فيفوتك الانتفاع بلبنها. ينظر: الكامل 1/484، وشرح اختيارات المفضل 3/1729.
اسم الکتاب : إسفار الفصيح المؤلف : الهروي، أبو سهل الجزء : 1 صفحة : 400