اسم الکتاب : إسفار الفصيح المؤلف : الهروي، أبو سهل الجزء : 1 صفحة : 201
باب فَعِلْتُ وفَعَلْتُ باختلاف المعنى
...
سخنا بفتح السين والخاء، وسخنة، بضم السين وسكون الخاء، وسخونة: إذا حميت، وحمي ماؤها من حزن أو مرض، وهو ضد قرت. وقيل: معنى سخنن عينه، أي لم تنم لمرض بها، هو من الحرارة أيضا. وهي عين سخينة، على فعيلة.
(وأمر القوم) [1] بكسر الميم: (إذا كثروا) ، يأمرون أمرا وأمرة بفتحها، فهم أمرون بكسرها مع القصر، وآمرون أيضا بالمد، مثل حذرون وحاذرون.
(وأمر علينا فلان: أي ولي) [2] بفتح الميم، فهو يأمر[3] بضمها، أمرا بسكونها وفتحا الهمزة، وإمرة وإمارة بكسرها، فهو أمير، ونحن مأمور علينا.
(ومللت الشيء في النار) [4] بفتح اللام، (أمله) بضم الميم، (ملا) : إذا دفنته في الملة، وهي الرماد الحار أو الجمر، نحو الخبز لينخبز، واللحم لينشوي، فأنا مال، والخبز وغيره مليل ومملول.
(ومللت من الشيء) بكسر اللام[5]، وكذلك مللت الشيء: إذا [1] الجمهرة (أمر) [2]/1069، والأفعال للسرقسطي [1]/65، 100. [2] ويقال أيضا: أمر علينا فلان وأمر بكسر الميم ضمها. اللسان (أمر) 4/31.
3 "فهو" ساقطة من ش. [4] إصلاح المنطق 199، والجمهرة (ملل) [1]/168. [5] بفتحها أيضا في الأفعال للسرقسطي 4/144.
كما أشار إلى أن تأنيث أفعل التفضيل "يكون على فعلى، مثل أحسن وحسنى، وأول وأولى، وآخر وأخرى"[1].
ولعل أبرز ما أشار إليه مما يتصل بهذا الموضوع بعض مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين. ومما أشار إليه خلافهم في صفة المؤنث إذا كان على زنة فاعل نحو: امرأة طالق وحائض وطاهر وطامث، بإسقاط الهاء، فذكر أن الكوفيين يرون أن الهاء إنما سقطت من هذه الأوصاف، "لأنها نعوت تخص المؤنث ولا حظ للمذكر فيها فلم يحتاجوا إلى الهاء، لأن الهاء إنما تدخل فيما يشترك فيه المذكر والمؤنث، مثل قائم وقائمة، ليفرق بينهما بها، فلما لم يكن في هذه النعوت للمذكر حظ لم يحتاجوا إلى الفرق"[2].
أما البصريون فنقل عنهم في هذه المسألة رأيين، أحدهما للخليل والآخر لسيبويه. فالخليل يرى أنهم "أسقطوا الهاء من هذه النعوت، وجاءوا بها على لفظ المذكر، لأنهم أجروها مجرى النسب، كأنهم قالوا: امرأة ذات طلاق، وذات حيض، وذات طهر، وذات طمث، ولم يجعلوها جارية على الفعل بمعنى طلقت فهي طالقة.... فإن جعلوها جارية على أفعالها أثبتوا فيها الهاء علامة للتأنيث، فقالوا: طَلُقت فهي طالقة.."[3]. [1] ص 320. [2] ص 781. [3] ص 781
اسم الکتاب : إسفار الفصيح المؤلف : الهروي، أبو سهل الجزء : 1 صفحة : 201