اسم الکتاب : منتخب من صحاح الجوهري المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 3413
[عشا]
العَشِيُّ والعَشِيَّةُ: من صلاة المغرب إلى العَتَمة. تقول: أتيته عَشِيّ أمس وعَشِيَّةَ أمس. وتصغير العَشِيِّ عُشَيَّانٌ على غير قياس مكبَّرِه، والجمع عُشَيَّاناتٌ. والعِشاءُ، بالكسر والمد، مثل العَشِيِّ. والعِشاءان: المغربُ والعتمةُ. وزعم قوم أنَّ العِشاءَ من زوال الشمس إلى طلوع الفجر، وأنشدوا:
غَدَوْنا غدوةً سَحَراً بليلٍ ... عِشاءً بعد ما انتصف النَهارُ
والعَشاءُ بالفتح والمد: الطعام بعينه، وهو خلاف الغداء. والعَشا مقصورٌ: مصدر الأعْشى، وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار، والمرأة عَشْواء وامرأتان عَشْواوانِ. وأعشاه فعَشِيَ بالكسر يَعْشى عَشاً. وتَعاشى، إذا أرى من نفسه أنَّه أعْشى. والنسبة إلى أعشى أعْشَوِيٌّ، وإلى العشيّة عَشَوِيٌّ. والعَشْواء: الناقة التي لا تبصر أمامَها فهي تخبِط بيديها كلَّ شيء. وركبَ فلانٌ العَشْواءَ، إذا خبط أمره على غير بصيرة. وفلانٌ خابطٌ خَبْطَ عَشْواءَ. ابن السكيت: عَشِيَتِ الإبل تَعْشى عَشاً، إذا تَعَشَّتْ، فهي عاشِيَةٌ وهذا عِشْيُها. وفي المثل: العاشِيَةُ تَهيجُ الآبِيَة، أي إذا رأت التي تأبى العَشاءَ التي تَتَعَشَّى تبعتها فَتَعَشَّت معها. والعَواشي هي التي ترعى ليلاً. وقال أبو النجم:
يَعْشى إذا أظلم من عَشائِهِ
يقول: يَتَعَشَّى في وقت الظلمة. والعَشْوَةُ: أن تركب أمراً على غير بياتٍ؛ يقال: أوطَأتَني عُشْوَةً وعَشْوَةً، أي أمراً ملتبساً، وذلك إذا أخبرته بما أوقعته في حيرةٍ أو بليَّةٍ. وعَشَوْتُ، أي تَعَشَّيْتُ. ورجلٌ عَشْيانٌ، وهو المُتَعَشِّي. أبو زيد: مضى من الليل عَشْوَةٌ بالفتح، وهو ما بين أوّله إلى ربعه. يقال: أخذت عليهم بالعَشْوَةِ، أي بالسواد من الليل. والعُشْوَةُ بالضم: الشُعلة من النار. وقال:
كعُشْوَةِ القابِسِ تَرْمي بالشَرَرْ
وَعَشوتُهُ: قصدتُه ليلاً. هذا هو الأصل. ثمَّ صار كلُّ قاصد عاشِياً. وعَشَوْتُ إلى النار أعْشو إليها عَشْواً، إذا استدللت عليها ببصر ضعيف. قال الحطيئة:
متى تَأتِهِ تَعْشو إلى ضوء ناره ... تجِدْ خير نارٍ عندها خيرُ موقِدِ
وإذا صدرت عنه إلى غيره قلت: عَشَوْتُ عنه. ومنه قوله تعالى: ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نُقَيِّضْ له شيطاناً. وعَشَوْتُهُ فَتَعَشَّى أي أطعمته عَشاء. وكذلك عَشَّيْتُهُ تَعْشِيَةً. يقال:
اسم الکتاب : منتخب من صحاح الجوهري المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 3413