responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 29
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله الَّذِي لَيْسَ لماهيته حد فيعرب عَنهُ لِسَان، وَلم تدخل معرفَة ذَاته تَحت رسم الْحَدث والإمكان، فالتام والناقص بِكَمَال عَظمته، وجلال عزته معترفان، والعالم وَالْجَاهِل من تيار بحار رَحمته، وزلال أفضال نعْمَته مغترفان. وَصلى الله على مُبين حُدُود الْحَرَام والحلال، ومعفى رسوم الْبدع والضلال، مُحَمَّد الْمُرْسل إِلَى خلقه للتعريف والتمييز، والمنزل فِيهِ: {لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم عَزِيز ... (128) } ، وعَلى آله الْمُوفينَ بمواثيق العهود، والواقفين على مدارك الْحُدُود، وَصَلَاة جَامِعَة لكل إفضال وإكرام، مَانِعَة عَن الِانْفِصَال والانفصام، تطرد أدوارها مَعَ تعاقب الْأَزْمَان والدهور، وينعكس أنوارها صفحات السنين والشهور، وَسلم تَسْلِيمًا.
أما بعد: فَإِن معرفَة المواضعات، والمصطلحات من أَوَائِل الصناعات وأهم الْمُهِمَّات، والطالب الذِّهْن الأديب، الرَّاغِب الفطن اللبيب، مَتى فرغ عَن حفظ اللُّغَة واستحضرها، وَضبط أَنْوَاع مفرداته واستظهرها، لَا بُد وَأَن يكون بمصطلحات أهل كل فن خَبِيرا، وبمواضعات كل طبقَة من الْعلمَاء بَصيرًا؛ ليحيط بِهِ إحاطة أولية تكون لَهُ عونا على التَّحْصِيل، ويطلع على مقاصدهم إِجْمَالا قبل التَّفْصِيل، حَتَّى إِذا أَرَادَ استحصان مسائلها، وأحكامها، وَالْوُقُوف على جَمِيع أَنْوَاعهَا وأقسامها، سهل عَلَيْهِ مَا يُريدهُ، وَحصل بِهِ إتقانه وتسديده، فَلم يتلعثم فِي بَيَان جَوَاب، وَلم يتتعتع فِي دراسة علم وَكتاب؛ فَلِكُل طَائِفَة من الْعلمَاء كَلِمَات فِيمَا بَينهم متعارفة، لَا يفهم

اسم الکتاب : معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست