responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غريب الحديث المؤلف : الخطابي    الجزء : 1  صفحة : 98
فإنه قد أَلْغَزَ في هذا القول وأراد بالضَّرب السَّيَر في البلاد في طلب الرَّعْي ومعنى دماها صَيّرها كالدُّمَى سِمَنًا جمع دُمْية وأَفْناها أنبت لها الفَنَا وهو فيما يقال الزُّعْرور.
وقوله: أخلقُ من المال معناه خِلْوٌ عارٍ منه وأصله في الشيء الأملس الَّذِي لا يُمسِك شيئًا يقال: حجر أخْلقُ أي أملَسُ زلالٌ وصخرة خَلقاءُ قَالَ الشاعر:
قد يترك الدَّهرُ في خلقاءَ راسِيَةٍ ... وَهْنًا ويُنزِلُ منها الأعْصَمَ الجَذَعا1
وفي رواية أخرى: "أَمَّا معاوية فإنه رجل عائِلٌ" والعائِل الفَقَير يقال عال الرجل يَعِيل إذا افتقر قَالَ الشاعر:
فَما يَدْري الفقيرُ مَتَى غِناه ... ولا يدري الغَنِيُّ مَتَى يَعِيلُ2
وفي الحديث أنواع من الفِقه منها إباحةُ تأدِيب النّساء ولو كان غيرَ جائزٍ لم يذكر ذَلِكَ من فعله إلا مقرونًا بالنَّهي عنه والإِنكار له ومنها أن المالَ مُعْتَبرٌ في بَابُ المكافأة وفيه دلالة على أنه إذا لم يجد نفقةَ أهلهِ وطَلَبتْ فِراقَة فُرِّق بينهما.
وبلغني عن سفيان بن عُيَيْنَة أنه قَالَ لوكيع بن الجرّاح وهو يُذاكِره ما معنى قول النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحَسَب المَالُ" [3] فَقَالَ وَكِيع أراد أن الرجل إذا

1 م: "وهيا" بدل "وهنا" وفي هامش م: "الصدعا" بدل "الجذعا", وهو في اللسان "خلق" برواية: "وهيا وينزل منها الأعصم الجدعا". وفي ديوان الأعشى / 105.
2 اللسان "عيل". وعزى لأحيحة, وهو واحد من أربعة أبيات.
[3] في النهاية "حسب" 1/381: "الحسب والمال, والكرم التقوى".
وجاء في الشرح: الحسب في الأصل: بالآباء وما يعده الناس من مفاخرهم, وقيل: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف, والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء, فجعل المال بمنزلة شرف النفس أو الآباء, والمعنى أن الفقير ذا الحسب لا يوقر ولا يحتفل به, والغني الذي لا حسب له يوقر ويحل في العيون, أخرجه الترمذي في 5/390, والن ماجة في 2/1410, وأحمد في مسنده 5/10.
اسم الکتاب : غريب الحديث المؤلف : الخطابي    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست