اسم الکتاب : خلق الإنسان المؤلف : الأصمعي الجزء : 1 صفحة : 15
وإن الكريم من تلفت حوله ... وإن اللئيم دائم الطرف أقودُ
وفيه المريء وهو متصل من الحنجرة إلى المعدة وهو مجرى الطعام والشراب، قال الشاعر:
والماء في مريئها إذا اتصل ... جارٍ كثعبان الأتي المنسحل
المنسحل الجاري، وفي العنق القدر وهو قصر يقال رجل أقدر وامرأة قدراء، قال الشاعر:
مُبيناً وقد أمسى تقدم وردها ... أقيدرُ محموزُ القِطاعِ نَذيلُ
نذيلُ يُريدُ نذل الهيئة رثها، يريد صائداً، ونقرة القفا الوهدة المطمئنة في رأس العلباوين أسفل من الفأس، وكل قطعةٍ صلبةٍ بين العصبة والسلعة يركبها الشحم فهي غددة تكون في العنق وسائر الجسد، وموصل العنق من الصلب يقال له الكاهل، وهو الكتد، قال الشاعر:
أعطاكم المعطى السنام الأسنما ... وكلاها في شرخ عبرٍ أدرما
والشرخ حرف الشيء الناتئ يقال شرخا الرحل وهما خشبتاه من قدام ومن خلف، وشرخا السهم حرفاه اللذان يجري بينهما الوتر، وقال آخر في الكتد:
ترى له مناكباً وكتدا ... وعرض جنين وصلباً صيهدا
والطبق من العنق والصلب الفقار وكل واحدةٍ طبقة، قال رؤبة:
يشقى به صفح الفريص والأفق ... ومتن ملساء الوتين في الطبق
وقال العجاج:
ينشطهن في كلى الخصور ... طوراً وطوراً طبق الظهور
وقال آخر:
نواشِرُ أطباق أعناقها ... وضمرها قافلاتٌ قُفُولا ثم المنكب
وهو مجمع رأس العضد في الكتف، وفي المنكب الحدل وهو استرخاؤه يقال رجل أحدل وامرأة حدلاء، قال رؤبة أو غيره:
له زجاج ولهاةٌ فارض ... حدلا كالوطب نحاه الماخض
ومن ثم قيل للقوس إذا حدرت سيتها ورفع طائفها حدلاء، والنقرة التي في رأس المنكب يقال لها الحق، ورأس العضد الذي في الحق يقال له الوابلة، وما بين المنكب وصفحِ العنقِ من موضع الرداء من الجانبين جميعاً يقال له العاتق، والحيد المشرف من المنكب يقال له المشاشة يقال إنه لعظيم مشاشة المنكب، وكل عظمٍ يمكن التمشش لا مخ فيه فهو مشاش، وباطن المنكب يقال له الإبط.
ثم الكتف
والكتف مطبقةٌ على الظهر، فمسترقها الغرضوف، والحاجز الذي في وسطها يقال له العير، ويقال طعنه في نغض كتفه وهو حيث يتحرك الغرضوف، ويقال طعنه في مرجع كتفه وذلك مما يلي إبطه من كتفه، وفي الكتف الأللان وهما اللحمتان المطابقتان بينهما فجوة على وجه الكتف إذا قشرت إحداهما عن الأخرى سال من بينهما ماء، قال وأخبرني عيسى بن عمر قال قالت امرأة لابنتها لا تهدي إلى ضرتك الكتف فإن الماء يجري بين ألليها أي أهدي إليها شراً منها، الأللان واحدهما ألل مثل علل فإذا ثنيت قلت أللان مثل عللان، فإذا ارتفعت كتفاه واطمأن صدره فذلك الهدأ والجنأ يقال جنئ يجنأ جنأ وهدئ يهدأ هدأثم العضد، فراسها الذي يلي رأس الذراع القبيح، والقصب عظم الزند والفخذ والساق كل عظمٍ ذي مخ قصبةٌ، وفي العضد خصيلتها وهي العضلة التي فيها العصبة، وكذلك كل عصبة معها لحم فهي عضلة، ففي العضد عضلة وفي الساق عضلة، وإذا صغرت العضلة واستوت قيل امسخت عضلته، والموضع الذي يتكأ عليه المرفق، والارتفاق الاتكاء، والمرفق مكسور الميم كل شيء ارتفقت به فهو مكسور الميم، والزج طرف المرفق المحدد، قال ذو الرمة:
وقد أسهرت ذا أسهمٍ بات طاوياً ... له فوق زجي مرفقيه وحاوحُ
وحاوح اصوات رجليه، ويروى المرفق، وباطن المرفق يقال له المأبض، وإذا دقت العضد قيل عضدٌ ناشلةٌ، وباطن الركبة أيضا ما بضٌ من الإنسان، فأما كل ذي أربعٍ فمأبضاه في يديه وركبتاه في يديه. قال ذو الرمة:
وأعيسَ قد كلفته بعد شقَّةٍ ... تعقدَ منهُ مأبضاهُ وحالبُه
ثم الذراع
فالذراع والساعد شيءٌ واحدٌ إلا أن الذراع مؤنثةٌ والساعد مذكر يقال هذه ذراع طويلة، فعظمتها مستعظمها مما يلي المرفق واسلتها مستدقها، والساعد مذكر يقال هذا ساعد طويل. وما انحسر عنه اللحم من الذراع والساق يقال له الأيبس، وطرف الذراع الذي يذرع به يقال له الإبرة. قال أبو النجم:
وقد رأى من دقها وضوحا ... حيث تلاقي الإبرة القبيحا
والعظمان المجتمعان هما الزندان والواحد زند، ورأسهما الكوع والكرسوع، والكرسوع رأس الزند الذي يلي الخنصر وهو الوحشي. قال العجاج:
اسم الکتاب : خلق الإنسان المؤلف : الأصمعي الجزء : 1 صفحة : 15