اسم الکتاب : خلق الإنسان المؤلف : الأصمعي الجزء : 1 صفحة : 11
فشب لها مثل السنان مبرأ ... أشم طويل الساعدين جسيم
وفي الانف الذلف وهو صغره وقصره، قال العجاج:
وشجر الهداب عنه فجفا ... بسلهين فوق أنف أذلفا
وقال أبو النجم:
للثم عندي بهجة ومودة ... وأحب بعض ملاحة الذلفاء
وفي الانف الفغم يقال رجل أفغم وامرأة فغماء وهو طمأنينة مؤخره مما يلي العينين يقال فغم يفغم فغما، وفي الانف الخنس وهو تأخره إلى الرأس وارتفاعه عن الشفة وليس بطويل ولا مشرف يقال إنه لشديد الخنس ورجل أخنس وامرأة خنساء، قال زهير:
فذروة فالجناب كأن خنس ... النعاج الطاويات بها الملاء
شبه بياضهن بالملا وهي الثياب البيض، قال العجاج:
كأن تحتي ذا شيات أخنسا ... ألجأه لفح الصبا وأدمسا
وقال أبو زبيد:
ولقد مت غير أني حي ... يوم بانت بودها خنساء
ويروى حسناء، وفي الانف الخشم يقال رجل أخشم وامرأة خشماء وهو داء يكون في جوف الانف يتغير ريحه منه، وفي الانف الجدع والكشم يقال جدع أنفه وكشم أنفه ويقال عبد أجدع وعبد أكشم، قال جرير:
هذي التي جدعت تيما معاطسها ... ثم اقعدي بعدها يا تيم أو قومي
وفي الانف الرقيق وهو مسترق الانف حين لان، قال الشاعر:
سال فقد سد رقيق المنخر
يعني سال مخاطه، والخشام من الانوف العظيم وإن لم يكن مشرفا يقال إن أنف فلان لخشام، قال ذو الرمة:
ويضحي به الرعن الخشام كأنه ... ورء?االثريا شخص أكلف مرقل
وفي الانف الخرم وهو أن ينشق الوترة التي بين المنخرين أو يتخرم الانف من عرضه يقال رجل أخرم وامرأة خرماء.
ثم الفم
وفي الفم الثنايا والرباعيات ولانياب والضواحك والنواجذ، فالضواحك أربعة أضراس من ذلك تلي الانياب إلى جنب كل ناب من أسفل الفم وأعلاه ضاحك، وأما الارحاء فهي ثمانية أضراس من كل شق من أسفل الفم وأعلاه، وقال الراعي يصف السيوف:
وبيض رقاق قد علتهن كبرة ... يداوى بها الصاد الذي في النواظر
إذا استكرهت في معظم البيض أدركت ... مراكز أرحاء الضروس الاواخر
والنواجذ أربعة أضراس اللواتي هن أواخر الاضراس من كل شق من أسفل الفم وأعلاه، وفي الاسنان الاشر وهو التشريف الذي يكون في الاسنان أول ما تنبت، قال مالك بن زغبة:
لها بشر صاف ووجه مقسم ... وغر الثنايا لم تفلل أشورها
وفي الأسنان الظلم ساكن اللام وهو ماء الاسنان، قال الشاعر وهو يزيد بن ضبة:
بوجه مشرق صاف ... وثغر نير الظلم
وفي الاسنان الشنب وهو برد الاسنان وعذوبة مذاقتها، قال ذو الرمة:
لمياء في شفتيها حوة لعس ... وفي اللثات وفي أنيابها شنب
وقال آخر:
وا بأبي أنت وفوك الاشنب ... كأنما ذر عليه زرنب
أو زنجبيل عاتق مطيب
الزرنب ضرب من الطيب، وفي الاسنان الرتل وهو أن يكون بين الاسنان فروج لا يركب بعضها بعضا يقال ثغر رتل، والفلج تباعد ما بين السنين وإن تدانت أصولها، قال أبو دؤاد:
ومبدد رتل كأن ... النحل عسل فيه بارد
وفي الاسنان القصم وهو أن تنكسر السن من نصفها عرضا يقال قصمت سنه تقصم قصما ويقال رجل أقصم وامرأة قصماء، وفيها الثرم وهو أن تنقلع السن من أصلها يقال رجل أثرم وامرأة ثرماء، وفيها الهتم وهو أن يسقط مقدم الاسنان يقال رجل أهتم وامرأة هتماء ويقال ضربه فهتم فاه، قال الفرزدق:
إن الاراقم لن ينال قديمها ... كلب عوى متهتم الاسنان
وفي السن الانقياص وهو أن تنشق طولا فيسقط بعضها يقال اتقاصت سنه تنقاص انقياصا ويقال سن منقاص، قال أبو ذؤيب:
فراقا كقيص السن فالصبر إنه ... لكل أناس عثرة وجبور
وإذا طالت الاسنان واسترخت حتى تبدو أصولها التي كانت تواريها قبل ذلك قيل قد نسغت أسنان فلان تنسيغا وهي منسغة، وفيها النقد يقال نقدت أسنان فلان فهي تنقد نقدا وهو أن يقع فيها القادح، ومثله أكلت سن فلان تأكل أكلا، وقال الشاعر وهو صخر الغي الهذلي:
تيس تيوس إذا يناطحها ... يألم قرنا أرومه نقد
يعني أصله قد نقد أي انكسر مما يناطح، وفيها القضم يقال قضم فم فلان يقضم قضما وذلك إذا انكسرت أطراف أسنانه وتفللت واسودت وانفلجت، قال الشاعر وهو راشد بن شهاب اليشكري:
اسم الکتاب : خلق الإنسان المؤلف : الأصمعي الجزء : 1 صفحة : 11