responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 64
قَالَ وَمَا تألو بِهِ أَن ينفعا
يَا هندُ مَا أسرعَ مَا تسعسعا
يَعْنِي أنّها أخبرتْ صاحبتَها عَن رؤبة أَنه قد أدبَر وفني.
ثَعْلَب عَن سَلمَة عَن الْفراء قَالَ: السعسعة الفَنَاء. ونحوَ ذَلِك قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي. وَقَالَ الْفراء: سعسعتُ بالعَناقِ، إِذا زجرتَها فَقلت لَهَا: سَعْ سَعْ.
وَقَالَ غَيره: سعسع شعرَه وسغسغه، إِذا روّاه بالدُّهن.
أَبُو الْوَازِع: تسعسعت حَاله، إِذا انحطّت. وتسعسعت فَمه، إِذا انحسرت شفتُه عَن أَسْنَانه.
شمر عَن أبي حَاتِم: تسعسع الرجلُ، إِذا اضطربَ وأسنَّ. وَلَا يكون التسعسُع إلاّ باضطراب مَعَ الْكبر. وَقد تسعسعَ عُمره. وَقَالَ عَمْرو بن شأس:
وَمَا زَالَ يُزْجِي حبَّ ليلى أمامَه
وليدَين حَتَّى عُمْره قد تسعسعا
وكلُّ شَيْء بلي وتغيّر إِلَى الْفساد فقد تسعسع.
وَقَالَ شمر: من روى حَدِيث عمر: (إنَّ الشَّهْر قد تشعشع) ، وَذهب بِهِ إِلَى رقَّة الشَّهر وقلَّة مَا بَقِي مِنْهُ، كَمَا يُشعشَع اللبنُ وَغَيره إِذا رُقِّق بِالْمَاءِ، كَانَ وَجها.

(بَاب الْعين وَالزَّاي)
عز، زع: مستعملان
عز: الْعَزِيز من صِفَات الله جلّ وعزّ وأسمائه الْحسنى. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق بن السريّ: الْعَزِيز فِي صفة الله تَعَالَى: الْمُمْتَنع، فَلَا يغلبه شَيْء. وَقَالَ غَيره: هُوَ القويّ الْغَالِب على كلّ شَيْء، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَيْسَ كمثله شَيْء.
وَيُقَال مَلكٌ أعزّ وعزيزٌ، بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى} (ص: 23) مَعْنَاهُ غلبني. وَقَرَأَ بَعضهم: (وعازني فِي الْخطاب) أَي غالبني.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت قَالَ: يُقَال عزّه يعزُّه، إِذا غَلبه وقهره. وَأنْشد فِي صفة جمل:
يَعُزُّ على الطَّرِيق بمنكِبَيْهِ
كَمَا ابتركَ الخليعُ على القِداح
يَقُول: يغلب هَذَا الجملُ الإبلَ على لُزُوم الطَّرِيق، فشبَّه حرصَه على لُزُوم الطَّريقِ وإلحاحَه على السَّير، بحِرص هَذَا الخليعِ على الضَّرب بِالْقداحِ، لعلَّه أَن يسترجعَ بعضَ مَا ذهبَ من مَاله. والخليع: المخلوع المقمور مَاله.
وَأما قَول الله عزّ وجلّ: {اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا} (يس: 14) فَمَعْنَاه قوّيناه وشدّدناه. وَقَالَ الْفراء: وَيجوز (عزَزنا) مخفّفاً بِهَذَا الْمَعْنى، كَقَوْلِك شدَدنا قَالَ: وَيُقَال عَزَّ يَعَزّ، بِفَتْح الْعين من يَعزّ، إِذا اشتدّ. وَيُقَال عزّ كَذَا وَكَذَا، جامعٌ فِي كل شَيْء، إِذا قلّ حتَّى لَا يكَاد يُوجد. وَهُوَ يَعِزُّ بِكَسْر الْعين عِزَّةً فَهُوَ عَزِيز.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: يُقَال عزّ الرجل يعِزّ عِزًّا وعِزّة إِذا قوىَ بعد ذلّة. وعززت عَلَيْهِ

اسم الکتاب : تهذيب اللغة المؤلف : الأزهري، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست