responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهاية في غريب الحديث والأثر المؤلف : ابن الأثير، أبو السعادات    الجزء : 1  صفحة : 56
(هـ) وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ «صَفَّاقٌ أَفَّاق» الأَفَّاق الَّذِي يَضرِب فِي آفَاق الْأَرْضِ، أَيْ نَوَاحِيهَا مُكْتَسِباً، وَاحِدُهَا أُفُق.
وَمِنْهُ شِعْرُ الْعَبَّاسِ يمدَحُ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وَأَنْتَ لَمَّا ولدت أشرقت الأرض ... وَضَاءَتْ بنُورِك الأُفُق
أَنث الأفُق ذهابَا إِلَى النَّاحِيَةِ، كَمَا أَنَّثَ جَرِيرُ السُّورَ فِي قَوْلِهِ:
لَمَّا أَتى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَضَعْضَعَتْ ... سُور المَدِينَةِ والْجِبَالُ الخُشَّعُ
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الأُفُق وَاحِدًا وَجَمْعًا، كالْفُلْك. وَضَاءَتْ لُغَةٌ فِي أَضَاءَتْ.

(أَفَكَ)
- فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْك مَا قَالُوا» الإِفْك فِي الْأَصْلِ الكذِب، وَأَرَادَ بِهِ هاهُنا مَا كُذب عَلَيْهَا مِمَّا رُميت بِهِ.
وَفِي حَدِيثِ عَرْض نَفْسه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبَائِلِ العَرَب «لَقَدْ أُفِكَ قَوْمٌ كذَّبُوكَ وظاهَرُوا عَلَيْكَ» أَيْ صُرِفوا عَنِ الْحَقِّ ومُنعوا منهُ. يُقَالُ أَفَكَهُ يَأْفِكُهُ أَفْكاً إِذَا صَرفَه عَنِ الشَّيْءِ وقلبَه، وأُفِكَ فَهُوَ مَأْفُوكٌ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَذَكَرَ قِصَّة هَلَاكِ قومِ لُوطٍ قَالَ: «فَمَنْ أَصَابَتْهُ تِلْكَ الأَفِكَة أَهْلَكَتْهُ» يُرِيدُ الْعَذَابَ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فقَلب بِهَا دِيارهم. يُقَالُ ائْتَفَكَتِ الْبَلْدَةُ بِأَهْلِهَا أَيِ انْقَلَبَتْ، فَهِيَ مُؤْتَفِكَة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «البَصْرة إِحْدَى المُؤْتَفِكَات» يَعْنِي أَنَّهَا غَرِقَت مَرَّتين، فَشَبَّه غَرَقها بانْقلابها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بُشير بْنِ الْخَصَاصِيَةِ «قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ رَبِيعَةَ، قَالَ: أَنْتُمْ تَزْعُمون لولاَ رَبيعةُ لَائْتَفَكَتِ الْأَرْضُ بِمَنْ عَلَيْهَا» أَيِ انْقَلَبَت.

(أَفْكَلُ)
(هـ) فِيهِ «فَبَاتَ وَلَهُ أَفْكَل» الأَفْكَل بِالْفَتْحِ الرِّعْدَةُ مِنْ بَرْد أَوْ خَوْفٍ، وَلَا يَبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ، وَهَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ، وَوَزْنُهُ أفْعَل، وَلِهَذَا إِذَا سمَّيتَ بِهِ لَمْ تَصْرِفْهُ لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «فَأَخَذَنِي أَفْكَل وارْتَعَدْتُ مِنْ شِدَّةِ الغَيْرَة» .

اسم الکتاب : النهاية في غريب الحديث والأثر المؤلف : ابن الأثير، أبو السعادات    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست