اسم الکتاب : المطلع على ألفاظ المقنع المؤلف : البعلي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 536
كان يقدم أئمة العلماء من كل بلد وإمام كل مصر، فهم بجلالتهم مادام الرجل منهم خارجًا من المسجد، فإذا دخل المسجد صار غلامًا متعلمًا، وروينا عنه أيضًا أنه قال: لقد رأيت رجالات الدنيا، فلم أر مثل ثلاثة، أحمد بن حنبل، وتعجز النساء أن تلد مثله، ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قرنه مملوءًا عقلا، ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام، كأنه جبل نفخ فيه علم.
وروينا عن عبد الوهاب الوراق، قال: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، قالوا له: وأي شيء بان لك من فضله وعلمه على سائر من رأيت؟ قال: رجل سئل عن ستين ألف مسألة، فأجاب فيها بأن قال: حدثنا وأخبرنا.
وروينا عن علي بن المديني أنه قال: سيدي أحمد بن حنبل أمرني أن لا أحدث إلا من كتاب.
وروينا عنه أنه قال: إن الله عز وجل أعز هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث، أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.
وروينا عنه أنه قال: ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل[1] ما قام أحمد بن حنبل، قلت: يا أبا الحسن، ولا أبو بكر الصديق، قال: ولا أبو بكر الصديق[2]، إن أبا بكر الصديق كان له أعوان وأصحاب، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب.
وروينا بالإسناد عن أبي عبيد القاسم بن سلام أنه قال: أحمد بن حنبل إمامنا، إني لأتزين بذكره. [1] زيادة من "ط". [2] يحسن أن نذكر هنا بما ورد من الأحاديث الواردة في مناقب الصحابة عامة، ومناقب أبي بكر رضي الله عنه خاصة، فمما ورد بحق الصحابة: "لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة"، ومما ورد بحق أبي بكر رضي الله عنه: "لو وزن إيمان الخلق بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر".
اسم الکتاب : المطلع على ألفاظ المقنع المؤلف : البعلي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 536