responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 984
أخص.
وَالْقُدْرَة أَعم كالمحبة مَعَ الْإِرَادَة والمشيئة، (فَإِن فِي الْيَد تَشْرِيفًا لَازِما) ، وَلما كَانَ الْيَد العاملة المختصة بالإنسان آلَة لقدرته، بهَا عَامَّة صنائعه وَمِنْهَا أَكثر مَنَافِعهَا عبر بهَا عَن النَّفس تَارَة وَالْقُدْرَة أُخْرَى.
وَقَوْلهمْ: مَالِي بِهَذَا الْأَمر يدان: أَي طَاقَة وقدرة.
وَالْيَد من رُؤُوس الْأَصَابِع إِلَى الْإِبِط [وَلذَلِك ذهب الْخَوَارِج إِلَى أَن المقطع هُوَ الْمنْكب وَالْجُمْهُور على أَنه الرسغ] .
فِي " الْمُحِيط " أَنَّهَا تقع على الذراعين مَعَ الْمرْفقين. وَفِي " الْقَامُوس ": أَو من أَطْرَاف الْأَصَابِع إِلَى الْكَفّ، والكف: الْيَد، أَو إِلَى الْكُوع.
والكوع: طرف الزند الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام.
والزند: موصل الذِّرَاع فِي الْكَفّ وهما زندان.
والذراع: من طرف الْمرْفق إِلَى طرف الاصبع الْوُسْطَى.
والساعد والمرفق: هما موصل الذِّرَاع فِي الْعَضُد.
والعضد: مَا بَين الْمرْفق إِلَى الْكَتف.
وساعداك: ذراعاك. وَمن الطَّائِر جناحاه.
والباع: قدر مدّ الْيَدَيْنِ.
والرسغ: مفصل مَا بَين الساعد والكف والساق
والقدم مثل ذَلِك من كل دَابَّة.
ثمَّ إِن إِطْلَاق الْيَد إِلَى الْمنْكب أهوَ على سَبِيل الْحَقِيقَة وعَلى الْبَعْض كَالْكَفِّ إِلَى الزند فِي قَوْله تَعَالَى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا} وكالكف والذراع إِلَى الْمرْفق فِي قَوْله تَعَالَى: {وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق} مجَاز من اطلاق اسْم الْكل على الْبَعْض، أَو على سَبِيل الْمجَاز، وَهِي حَقِيقَة فِي الْكَفّ إِلَى الزند، أَو مشكك فِي جَمِيع ذَلِك، أَو متواطئ بِمُقْتَضى نُصُوص الْأَئِمَّة أَنه على سَبِيل الْحَقِيقَة.
وَالْيَد بِمَعْنى الْجَارِحَة تجمع على (أَيدي) ، وَبِمَعْنى النِّعْمَة على (أيادي) ، فَإِن أصل (يَد) (يَدي) ، وَمَا كَانَ على (فعل) لم يجمع على (أفَاعِل) وَبَعض الْعَرَب تَقول فِي الْجمع (أيد) بِحَذْف الْيَاء، وَلَيْسَ (أَيْدٍ) فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالسَّمَاء بنيناها بأيد} جمع (يَد) بل مصدر بِمَعْنى الْقُوَّة وَمِنْه الْمُؤَيد والتأييد. وَلَو كَانَ المُرَاد بِهِ جمع (يَد) لأثبت الْيَاء لِأَن هَذِه أَصْلِيَّة لَا يجوز حذفهَا، والجموع تردّ الْأَشْيَاء إِلَى أُصُولهَا.
قَالَ السَّيِّد الشريف: الأيادي هِيَ حَقِيقَة عرفية فِي النعم وَإِن كَانَت فِي الأَصْل مجَازًا فِيهَا.
وَقد يكنى بِالْأَيْدِي والأيادي عَن الْأَبْنَاء والأسرة لِأَنَّهَا فِي التقوي والبطش بِمَنْزِلَة الْأَيْدِي، وَمِنْه: تفَرقُوا أَيدي سبأ.

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 984
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست