responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 759
بِالْعَرَبِيَّةِ، ثمَّ ترْجم كل نَبِي لِقَوْمِهِ بلغتهم (وَإِنَّمَا سمي قُرْآنًا لِمَعْنى الْجمع، وَكَلَام الله لِأَنَّهُ يتَأَدَّى بهَا، وَالْكِتَابَة الدَّالَّة عَلَيْهِ مَكْتُوب فِي مَصَاحِفنَا، وَالْقُرْآن الدَّال عَلَيْهِ مقروء بألسنتنا، والألفاظ الدَّالَّة عَلَيْهِ مَحْفُوظَة فِي صدورنا لَا ذَاته كَمَا يُقَال: الله مَكْتُوب على هَذَا الكاغد لَا يُرَاد بِهِ حُلُول ذَاته فِيهِ وَإِنَّمَا يُرَاد بِهِ مَا يدل على ذَاته، ومحصله أَن مَا قَامَ بِذَاتِهِ تَعَالَى قديم وَهُوَ مُتَكَلم فِي الْأَزَل بِهِ حَيْثُ لَا سامع وَلَا خَاطب، وَهَذَا لَا يُوصف بالنزول والحدوث، وَهُوَ الَّذِي يُتْلَى فِي الصَّلَاة)
من قَالَ: فالمتأخرون مِنْهُم من قَالَ بحدوث اللَّفْظ، وَمِنْهُم من قَالَ: اللَّفْظ قديم، وَهُوَ المتلو، والتلاوة حَادِثَة، وَهُوَ الْمَرْوِيّ عَن السّلف بِأَن الْقُرْآن كَلَام الله الْقَدِيم الْمَحْفُوظ فِي صدورنا المتلو بألسنتنا
فعلى هَذَا الْوَصْف بالحدوث بِالنّظرِ إِلَى التعلقات وحدوث الْأَزْمِنَة فَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآن بِلَفْظ الْمَاضِي مُقْتَضى التَّعَلُّق وحدوثه لَا يسْتَلْزم حُدُوث الْكَلَام كَمَا فِي الْعلم قَالَ الشَّيْخ الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ فِي " شرح الْمَقَاصِد ": وَتَحْقِيق هَذَا مَعَ القَوْل بِأَن الأزلي مَدْلُول اللَّفْظ عسير جدا، وَكَذَا القَوْل بِأَن المتصف بالمضي وَغَيره إِنَّمَا هُوَ اللَّفْظ الْحَادِث دون الْمَعْنى الْقَدِيم، وَيُمكن أَن يُجَاب عَنهُ بِأَن الْمُقْتَضى للحدوث إِنَّمَا هُوَ الْكَلَام اللَّفْظِيّ وَلَا نزاع فِيهِ، واقتضاء الْكَلَام النَّفْسِيّ مَمْنُوع، هَكَذَا أَجَابَهُ الْعَلامَة الأسفراييني [وَمَا يسْتَدلّ بِهِ على حُدُوث اللَّفْظ من كَونه مترتب الْأَجْزَاء مُتَقَدما بَعْضهَا على بعض فمدفوع بِجَوَاز أَن يكون الْمُتَأَخر مَسْبُوقا بالمتقدم لَا سَابِقًا زمانيا كالكتابة الَّتِي يحصل مجموعها مَعًا فِي مَحل من طائع يكون فِيهِ تِلْكَ الْكِتَابَة واستبعاد ترَتّب الْحُرُوف والكلمات على الشَّاهِد فَإِن فِي الشَّاهِد لَا يتَصَوَّر ذَلِك لعدم مساعدة الْآلَة، وَأما فِي الْغَائِب فَيجوز ذَلِك وَإِن كَانَت الْعُقُول البشرية قَاصِرَة عَن إِدْرَاك كنه هَذَا الْأَمر وَلَيْسَ ذَلِك مثل تصور حَرَكَة لَا تقدم لبَعض أَجْزَائِهَا على الْبَعْض وَهُوَ محَال لِأَن عدم إِمْكَان ذَلِك التَّصَوُّر فِي الْحَرَكَة الَّتِي هِيَ اسْم للحالة الْمَخْصُوصَة من حَيْثُ ترَتّب أَجْزَائِهَا وَأما ذَات تِلْكَ الْحَالة الْمُسَمَّاة بالحركة ففد الْمُتَكَلِّمين مركبة مِمَّا لَا يتَجَزَّأ فَيجوز أَن يَقع جَمِيع أَجْزَائِهَا فِي آن وَاحِد وَإِن لم يسمهَا أهل الْعرف من تِلْكَ الْحَيْثِيَّة حَرَكَة]
وَاعْلَم أَنهم لما رأو أَن هَهُنَا قياسين متعارضين أَحدهمَا: أَن كَلَام الله صفة لَهُ، وكل مَا هُوَ صفة لَهُ فَهُوَ قديم، فَكَلَامه تَعَالَى قديم
وَثَانِيهمَا: أَن كَلَامه تَعَالَى مؤلف من أَجزَاء مترتبة فِي الْوُجُود، وكل مَا هُوَ كَذَلِك فَهُوَ حَادث، فَكَلَامه حَادث، فافترق الْمُسلمُونَ أَربع فرق بِعَدَد مُقَدمَات القياسين: فرقتان مِنْهُم وهم الْمُعْتَزلَة والكرامية ذَهَبُوا إِلَى حَقِيقَة الْقيَاس (الثَّانِي، إِلَّا أَن الْمُعْتَزلَة قَدَحُوا فِي صغرى الْقيَاس الأول، والكرامية فِي كبراه
وفرقتان مِنْهُم وهم الأشاعرة والحنابلة ذَهَبُوا إِلَى حَقِيقَة الْقيَاس الأول) إِلَّا أَن الْحَنَابِلَة قَدَحُوا فِي

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 759
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست