responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 664
عَاد} فَيكون إِثْبَاتًا متضمنا للنَّفْي فَيجوز تأكيده ب (لَا) ، وَأُخْرَى يُرَاد بهَا النَّفْي كَمَا فِي قَوْلك: (أَنا غير ضَارب زيدا) أَي: لست ضَارِبًا لَهُ، لَا أَنِّي مُغَاير لشخص ضَارب لَهُ، فَيكون نفيا صَرِيحًا
وَمنعُوا تَعْرِيفه بِاللَّامِ حَال كَونه مُضَافا مَعَ أَنه نكرَة وَلَيْسَ معرفَة بِالْكَسْبِ حَتَّى يلْزم من إِدْخَال اللَّام تَحْصِيل الْحَاصِل لحفظ صُورَة الْإِضَافَة المعنوية، وَلم يجوزوا تَقْدِيم مَعْمُول الْمُضَاف إِلَيْهِ على الْمُضَاف إِلَّا فِي مَسْأَلَة وَاحِدَة وَهِي مَا إِذا كَانَ الْمُضَاف لَفْظَة (غير) لِأَن (غير) بِمَنْزِلَة (لَا) ، وَلَا يجوز تَقْدِيم مَعْمُول مَا بعد (لَا) عَلَيْهَا
و (غير) يُوصف بهَا حَيْثُ لَا يتَصَوَّر الِاسْتِثْنَاء، وَإِلَّا لَيست كَذَلِك تَقول: (عِنْدِي دِرْهَم غير جيد) ، وَلَو قلت (إِلَّا جيدا) لم يجز، و (إِلَّا) إِذا كَانَت مَعَ مَا بعْدهَا صفة لم يجز حذف الْمَوْصُوف وَإِقَامَة الصّفة مقَامه بِخِلَاف (غير) ، وَإِذا وصفت ب (غير) ، أتبعتها إِعْرَاب مَا قبلهَا، وَإِذا استثنيت أعربتها بالإعراب الَّذِي يجب للاسم الْوَاقِع بعد (إِلَّا) وَذَلِكَ لِأَن أصل (غير) صفة وَالِاسْتِثْنَاء بهَا عَارض عكس (إِلَّا) وَفِي قَوْلك: (عِنْدِي مائَة دِرْهَم غير دِرْهَم)
إِن نصبت (غير) على الِاسْتِثْنَاء لزمتك تِسْعَة وَتسْعُونَ، وَإِن رفعت على الصّفة لزمتك مائَة، لِأَن التَّقْدِير (عِنْدِي مائَة لَا دِرْهَم)
وَشرط (غير) أَن يكون مَا قبلهَا يصدق على مَا بعْدهَا تَقول (مَرَرْت بِرَجُل غير فَقِيه) ، وَلَا يجوز (غير أمة) بِخِلَاف لَا (النافية) فَإِنَّهَا بِالْعَكْسِ
وَتَقَع (غير) موقعا لَا تكون فِيهِ إِلَّا النكرَة، وَذَلِكَ إِذا أُرِيد بهَا النَّفْي الساذج فِي نَحْو: (مَرَرْت بِرَجُل غير زيد)
وَتَقَع موقعا لَا تكون فِيهِ إِلَّا معرفَة، وَذَلِكَ إِذا أُرِيد بهَا شَيْء قد عرف بمضادة الْمُضَاف إِلَيْهِ فِي معنى لَا يضاده فِيهِ إِلَّا هُوَ كَمَا إِذا قلت: (مَرَرْت بغيرك) أَي الْمَعْرُوف بمضادتك، إِلَّا أَنه فِي هَذَا لَا يجْرِي صفة فَتذكر (غير) جَارِيَة على الْمَوْصُوف، وَتَقَع أَيْضا موقعا تكون فِيهِ نكرَة تَارَة وَمَعْرِفَة أُخْرَى، كَمَا إِذا قلت: (مَرَرْت بِرَجُل كريم غير لئيم، وعاقل غير جَاهِل) وَالرجل الْكَرِيم غير اللَّئِيم
فِي " الْقَامُوس ": غير بِمَعْنى سوى وَتَكون بِمَعْنى (لَا) كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فَمن اضْطر غير بَاغ} أَي جائعا وَلَا بَاغِيا
وَبِمَعْنى (إِلَّا) وَهُوَ اسْم ملازم للإضافة فِي الْمَعْنى وَيقطع عَنْهَا لفظا إِن فهم مَعْنَاهُ وَتَقَدَّمت عَلَيْهَا (لَيْسَ) فَيُقَال: (قبضت عشرَة لَيْسَ غير) ، [وَإِذا كَانَ (غير) بِمَعْنى (سوى) فَلَا يجوز الْعَطف عَلَيْهَا ب (لَا) ، وَلَا يجوز فِي

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 664
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست