responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 625
فِي النشأة الأخرة كعرض السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي النشأة الأولى إِذْ لَا يمْتَنع ذَلِك لتبدلهما الْيَوْم
والعارض أَعم من الْعرض (محركة) إِذْ يُقَال للجوهر: عَارض كالصورة تعرض للهيولى وَلَا يُقَال: عرض
وَهُوَ أَيْضا اسْم لمجموع العذار وَمحله
[والسحاب عَارض أَيْضا]
فِي " الْقَامُوس " الْعرض بِالْكَسْرِ: الْجَسَد وَالنَّفس وجانب الرجل الَّذِي يصونه من نَفسه وحسبه أَن ينتقص، وَسَوَاء كَانَ فِي نَفسه أَو سلفه أَو من يلْزمه أمره، أَو مَوضِع الْمَدْح أَو الذَّم مِنْهُ، أَو مَا يفتخر بِهِ من حسب وَشرف
وَفِي الحَدِيث: " أهل الْجنَّة لَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يتبولون، وَإِنَّمَا هُوَ عرق يجْرِي من أعراضهم مثل الْمسك " يُرِيد من أبدانهم
(وَالْعرض، بِالْفَتْح: مَتَاع الدُّنْيَا قل أَو كثر)
وَالْعرب يذهبون بِالْعرضِ إِلَى أَسمَاء مِنْهَا أَن يضعوه مَوضِع مَا اعْترض لأَحَدهم من حَيْثُ لم يحتسبه
وَقد يضعونه مَوضِع مَا لَا يثبت وَلَا يَدُوم
وَقد يضعونه مَوضِع مَا يتَّصل بِغَيْرِهِ وَيقوم بِهِ
وَقد يضعونه مَكَان مَا يضعف ويقل فَكَأَن الْمُتَكَلِّمين استنبطوا الْعرض من أحد هَذِه الْمعَانِي فوضعوه لما قصدُوا لَهُ
وَكَذَا الْجَوْهَر فَإِن الْعَرَب إِنَّمَا يشيرون بِهِ إِلَى الشَّيْء النفيس الْجَلِيل، فَاسْتَعْملهُ المتكلمون فِيمَا خَالف الْأَعْرَاض لِأَنَّهُ أشرف مِنْهَا
فالعرض مَا لَا يقوم بِذَاتِهِ وَهُوَ الْحَال فِي الْمَوْضُوع فَيكون أخص من مُطلق الْحَال
وَالْعرض عندنَا مَوْجُود قَائِم بمتحيز
وَعند الْمُعْتَزلَة مَا لَو وجد لقام بالمتحيز
وَعند الْحُكَمَاء مَاهِيَّة إِذا وجدت فِي الْخَارِج كَانَت فِي مَوْضُوع أَي: مَحل مقوم لما حل فِيهِ
[وَمن أَصْحَابنَا من قَالَ: الْعرض، مَا كَانَ صفة لغيره وينتقص بِالصِّفَاتِ السلبية فَإِنَّهَا صفة لغَيْرهَا وَلَيْسَت جَوَاهِر وَلَا أعراضا، إِذْ الْأَعْرَاض والجواهر أُمُور مَوْجُودَة والسلوب غير مَوْجُودَة، وينتقص أَيْضا بِصِفَات الله إِذْ لَا انفكاك لذات الله تَعَالَى عَن صِفَاته وَلَا لصفاته عَن ذَاته فعلى هَذَا يلْزم أَن يكون الْجَوْهَر بِهَذَا الِاعْتِبَار غير مُغَاير لمتحيزه، وَلَا تحيزه مغايرا لَهُ ضَرُورَة عدم الانفكاك بَين الْجَوْهَر والتحيز على أصُول أَصْحَابنَا والمعتزلة وَيلْزم من ذَلِك أَن لَا يكون التحيز للجوهر عرضا لعدم تحقق الْعرض فِيهِ إِذْ لَيْسَ صفة لغيره وَمِنْهُم من قَالَ: الْعرض هُوَ الْقَائِم بِغَيْرِهِ فَإِن أَرَادَ أَنه صفة لغيره فَهُوَ الْحَد الْمُتَقَدّم، وَإِن أَرَادَ بِهِ وجوده فِي غَيره فَيرد عَلَيْهِ صِفَات الْبَارِي تَعَالَى كَمَا تقدم وَالْمُخْتَار أَن الْعرض هُوَ الْوُجُود الَّذِي لَا يتَصَوَّر بَقَاؤُهُ فِي زمانين وَفِيه احْتِرَاز عَن الأعدام، إِذْ هِيَ غير مَوْجُودَة، وَعَن الموجودات من الْجَوْهَر وَذَات الْبَارِي تَعَالَى وَصِفَاته لكَونهَا بَاقِيَة وَلَو قلت: الْعرض هُوَ الْوُجُود الْقَائِم بالجوهر فَهُوَ أَيْضا حسن لكَونه جَامعا لخُرُوج الأعدام مِنْهُ، وَخُرُوج الْجَوَاهِر إِذْ هِيَ قَائِمَة بالجواهر، وَخُرُوج ذَات الْبَارِي تَعَالَى وَصِفَاته فَإِنَّهَا لَيست مَوْجُودَة فِي الْجَوْهَر وَالْمرَاد

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 625
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست