responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 616
وَثَانِيها على الملكة الْمُسَمَّاة بِالْعقلِ فِي الْحَقِيقَة
وَهَذَا الْإِطْلَاق بِاعْتِبَار أَنه سَبَب للإدراك فَيكون من إِطْلَاق السَّبَب على الْمُسَبّب
وَثَالِثهَا على نفس المعلومات وَهِي الْقَوَاعِد الْكُلية الَّتِي مسَائِل الْعُلُوم المركبة مِنْهَا، وَهَذَا الْإِطْلَاق بِاعْتِبَار مُتَعَلق الْإِدْرَاك إِمَّا على سَبِيل الْمجَاز أَو النَّقْل
وَقد يُطلق الْعلم على التهيؤ الْقَرِيب الْمُخْتَص بالمجتهد، وَهُوَ ملكة يقتدر بهَا على إِدْرَاك الْأَحْكَام الْجُزْئِيَّة، وَهُوَ شَائِع عرفا بِخِلَاف التهيؤ الْبعيد فَإِنَّهُ حَاصِل لكل أحد فَلَا يُطلق الْعلم عَلَيْهِ
وَالْعلم الْفعْلِيّ: هُوَ كلي يتَفَرَّع عَلَيْهِ الْكَثْرَة، وَهِي أَفْرَاده الخارجية الَّتِي اسْتُفِيدَ مِنْهَا
وَالْعلم الانفعالي: هُوَ كلي يتَفَرَّع على الْكَثْرَة، وَهِي أَفْرَاده الخارجية الَّتِي اسْتُفِيدَ مِنْهَا أَيْضا
وَالْعلم النظري: هُوَ مَا إِذا علم فقد كمل نَحْو الْعلم بموجودات الْعَالم
وَالْعلم العملي: هُوَ مَا لَا يتم الْإِيمَان إِلَّا بِأَن يعْمل كَالْعلمِ بالعبادات
وَالْعلم الْمُحدث: علم الْعباد وَهُوَ نَوْعَانِ ضَرُورِيّ واكتسابي: فالضروري مَا يحصل فِي الْعَالم بإحداث الله وتخليقه من غير فكر وَكسب من جِهَته
والاكتسابي عَقْلِي وسمعي: فالعقلي مَا يحصل بِالتَّأَمُّلِ وَالنَّظَر بِمُجَرَّد الْعقل كَالْعلمِ بحدوث الْعَالم وَثُبُوت الصَّانِع، وبوحدانيته وَقدمه.
والسمعي مَا لَا يحصل بِمُجَرَّد الْعقل بل بِوَاسِطَة كَالْعلمِ بالحلال وَالْحرَام وَسَائِر مَا شرع من الْأَحْكَام
الْعَمَل: المهنة وَالْفِعْل
وَالْعَمَل يعم أَفعَال الْقُلُوب والجوارح
وَعمل: لما كَانَ مَعَ امتداد زمَان نَحْو: {يعْملُونَ لَهُ مَا يَشَاء}
وَفعل: بِخِلَافِهِ نَحْو: {ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك بأصحاب الْفِيل} لِأَنَّهُ إهلاك وَقع من غير بطء
وَالْعَمَل لَا يُقَال إِلَّا فِيمَا كَانَ عَن فكر وروية، وَلِهَذَا قرن بِالْعلمِ حَتَّى قَالَ بعض الأدباء: قلب لفظ الْعَمَل عَن لفظ الْعلم. تَنْبِيها على أَنه من مُقْتَضَاهُ
قَالَ الصغاني: تركيب الْفِعْل يدل على إِحْدَاث شَيْء من الْعَمَل وَغَيره فَهَذَا يدل على أَن الْفِعْل أَعم من الْعَمَل
وَالْعَمَل أصل فِي الْأَفْعَال، وَفرع فِي الْأَسْمَاء والحروف، فَمَا وجد من الْأَسْمَاء والحروف عَاملا يَنْبَغِي أَن يسْأَل عَن الْمُوجب لعمله
وَالْعَمَل من الْعَامِل بِمَنْزِلَة الحكم من الْعلَّة
وكل حرف اخْتصَّ بِشَيْء وَلم ينزل منزلَة الْجُزْء مِنْهُ فَإِنَّهُ يعْمل
وَقد، وَالسِّين، وسوف، وَلَام التَّعْرِيف، كلهَا مَعَ الِاخْتِصَاص لم تعْمل كَأَنَّهَا الْجُزْء مِمَّا يَليهَا
وَفِيه أَن (أَن) المصدرية تعْمل فِي الْفِعْل الْمُضَارع وَهِي بِمَنْزِلَة الْجُزْء لِأَنَّهَا مَوْصُولَة
وَالْحق أَن الْحَرْف يعْمل فِيمَا يخْتَص بِهِ وَلم يكن

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 616
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست