responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 552
الصِّفَات مرجعه إِلَى اسْتِحَالَة خلوه تَعَالَى عَن صِفَات الْكَمَال وَإِيجَاب المصنوعات مرجعه إِلَى اسْتِحَالَة انفكاكه عَنهُ تَعَالَى واضطراره فِي النَّفْع للْغَيْر فَذَاك كَمَال ينجبر بِهِ مَا فِي عدم الْقُدْرَة على التّرْك من مَظَنَّة النُّقْصَان ويربو عَلَيْهِ، وَهَذَا نُقْصَان من حَيْثُ إِنَّه يقدر على التّرْك ويضطر فِي الْفِعْل غير متجبر بِهِ [وَفِي " شرح الطوالع " للقاسم اللَّيْثِيّ السَّمرقَنْدِي رَحمَه الله: وجوب الصِّفَات بِذَاتِهِ تَعَالَى مَفْهُوم من قِيَامهَا بِذَاتِهِ تَعَالَى، إِذْ لَو كَانَت وَاجِبَة بذاتها امْتنع قِيَامهَا بِذَاتِهِ تَعَالَى، وَكَذَا لَو كَانَت صادرة عَنهُ بِالِاخْتِيَارِ لوَجَبَ كَونهَا حَادِثَة، وَقيام الْحَوَادِث بِذَاتِهِ مُمْتَنع، وَمعنى كَون الصِّفَات وَاجِبَة بِذَاتِهِ تَعَالَى كَونهَا لَازِمَة لَهُ غير مفتقرة إِلَى غَيره، وَبِالْجُمْلَةِ: صِفَات الله غير مقدورة فَلَا بُد من تَخْصِيص الممكنات بِمَا سواهَا، وَيُمكن أَن يُقَال] أَيْضا: حُصُول مَا هُوَ مبدأ الْكَمَال لشَيْء بِالْإِيجَابِ من غير التَّوَقُّف بِالْمَشِيئَةِ لَيْسَ بِنَقص بل هُوَ كَمَال، مثلا وُقُوع مقتضيات اعْتِدَال المزاج كحسن الْخلق من كمالات ذاتية، وَعدم الِاخْتِيَار فِيهِ كَمَال لَا نُقْصَان
وَلَيْسَ فِي القَوْل بالإمكان كَثْرَة صعوبة سوى مُخَالفَة الْأَدَب وَالْقَوْل بِأَن كل مُمكن حَادث، وَلَا يخفى أَن كل مَا احْتَاجَ لسواه حَاجَة تَامَّة بِحَيْثُ لَا يُوجد بِدُونِهِ سَوَاء كَانَ عِلّة أَو شرطا لوُجُوده كالجوهر للعرض مثلا لَا يُمكن وجوده بِدُونِهِ، فَيلْزم إِمْكَان عَدمه بِالذَّاتِ وَإِن لم يكن حَادِثا، وَهَذَا لَا مَحْذُور فِيهِ فِي صِفَات الله الْقَدِيمَة: (هَكَذَا حَقَّقَهُ بعض الْمُحَقِّقين) ؛ قَالَ بعض الأفاضل: القَوْل بِتَعَدُّد الْوَاجِب لذاته فِي الصِّفَات فِي غَايَة الصعوبة نعم لَكِن المُرَاد بِالْوَاجِبِ لذاته فِي الصِّفَات كَونهَا وَاجِبَة الْوُجُود لأجل موصوفها الَّذِي هُوَ الذَّات الْوَاجِب الْوُجُود، لَا أَنَّهَا وَاجِبَة بِالذَّاتِ مقتضية لوجودها كالذات حَتَّى تستقل وتتعدد، بل هِيَ مستندة إِلَى الذَّات، والذات كالمبدأ لَهَا، واستنادها إِلَيْهِ لَا بطرِيق الِاخْتِيَار الَّذِي يَقْتَضِي مسبوقية التَّصَوُّر والتصديق بفائدة الإيجاد بل بطرِيق الإيجاد بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا، فَكَمَا أَن اقْتِضَاء ذَاته وجوده جعل وجوده وَاجِبا، كَذَا اقتضاؤه الْعلم مثلا يَقْتَضِي كَون الْعلم وَاجِبا
وكما أَن اقْتِضَاء الْوَاجِب وجوده يَقْتَضِي غناهُ عَن كل مَوْجُود سواهُ، كَذَلِك اقْتِضَاء الذَّات علمه يَقْتَضِي غنى الْعلم عَن غَيره لعدم التغاير بَين الذَّات وَالصِّفَات، فإيجاب مَا لَيْسَ بِغَيْر الصِّفَات لَيْسَ بِنَقص بل كَمَال وَإِنَّمَا النَّقْص فِي إِيجَاد الْغَيْر بِالْإِيجَابِ كَمَا قَررنَا لَك آنِفا
الصَّلَاة: هِيَ اسْم لمصدر وَهُوَ التصلية أَي: الثَّنَاء الْكَامِل، وَكِلَاهُمَا مستعملان بِخِلَاف الصَّلَاة بِمَعْنى أَدَاء الْأَركان. فَإِن مصدرها لم يسْتَعْمل،
وَالْمَشْهُور فِي أصُول الْفِقْه أَن مَذْهَب الْمُعْتَزلَة أَن الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَغَيرهمَا حقائق مخترعة شَرْعِيَّة لَا أَنَّهَا منقولة عَن معَان لغوية
وَعند الْجُمْهُور من الْأَصْحَاب أَنَّهَا حقائق شَرْعِيَّة منقولات عَن معَان لغوية والباقلاني على أَنَّهَا مجازات لغوية مَشْهُورَة لم تصرن حقائق
إِذا عرفت هَذَا فَنَقُول: الصَّلَاة فِي الأَصْل من

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 552
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست