responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 430
من إِطْلَاقه
و {أحسن الْخَالِقِينَ} أَي: المقدرين أَو جمع بطرِيق عُمُوم الْمجَاز، إِذْ لَا مُؤثر فِي الْحَقِيقَة إِلَّا الله تَعَالَى
والخلق: إِحْدَاث أَمر يُرَاعِي فِيهِ التَّقْدِير حسب إِرَادَته
[وَفِي " الْأَنْوَار " الْخلق: إِيجَاد الشَّيْء على تَقْدِير، أَي مُشْتَمِلًا على تعْيين قدر كَانَ ذَلِك التَّعْيِين قبل ذَلِك الإيجاد ومشتملا على اسْتِوَاء الْمُوجب للمعين فِي الْقدر، فَكَمَا يَجْعَل الْفِعْل مُسَاوِيا للمقياس يَجْعَل الْخَالِق مُسَاوِيا لما قدره فِي علمه وَلَا يُخَالف الْمُوجب الْمُقدر فِي الْعلم] كخلق الْإِنْسَان من مواد مَخْصُوصَة وصور وأشكال مُعينَة، وَقد يُطلق لمُجَرّد الإيجاد من غير نظر إِلَى وَجه الِاشْتِقَاق [وَلَيْسَ المُرَاد بالخلق فِي قَوْله تَعَالَى: {خَلقكُم من تُرَاب} {وَبَدَأَ خلق الْإِنْسَان من طين} غير الْإِحْيَاء وتأليف الْأَجْزَاء]
وَلَيْسَ الْخلق الَّذِي هُوَ الإبداع إِلَّا لله تَعَالَى وَأما الَّذِي يكون بالاستحالة فقد جعله الله لغيره فِي بعض الْأَحْوَال كعيسى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام
وَقد يُرَاد بالخلق الْهم بالشَّيْء والعزم على فعله
وَقد يُطلق بِمَعْنى الْكَذِب والافتراء، وَعَلِيهِ: {وتخلقون إفكا} أَي: تكذبون كذبا
وَالْفرق بَين الْخلق والجعل الْمُتَعَدِّي إِلَى وَاحِد هُوَ أَن الْخلق فِيهِ معنى التَّقْدِير والتسوية، والجعل فِيهِ معنى التَّعَلُّق والارتباط بِالْغَيْر بِأَن يكون فِيهِ أَو مِنْهُ أَو إِلَيْهِ، لَا بِأَن يصير إِيَّاه، لِأَنَّهُ معنى آخر للجعل، فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يتَعَدَّى إِلَى مفعولين
وَفِي " أنوار التَّنْزِيل ": الْخلق فِيهِ معنى التَّقْدِير، والجعل الَّذِي لَهُ مفعول وَاحِد فِيهِ معنى التَّضْمِين، يَعْنِي اعْتِبَار شَيْئَيْنِ وارتباط بَينهمَا قَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين: التَّضْمِين وَاجِب فِي الثَّانِي دون الأول وتضمين النَّقْل مَخْصُوص بِهِ، والإنشاء مُشْتَرك، والتصيير فِي {خَلَقْنَاكُمْ} مُحْتَمل وَهَذَا التَّحْقِيق لَا سِيمَا قَوْله والإنشاء مُشْتَرك يدل على أَن التَّضْمِين حَقِيقَة فيهمَا لكنه وَاجِب فِي أَحدهمَا دون الآخر وَهَذَا مُوَافق لما فِي " الْكَشْف " من أَن التَّضْمِين فِي (جعل) مطرد، وَفِي (خلق) غير مضطرد على مَا اقْتَضَاهُ طَريقَة صَاحب " الْكَشَّاف "
والخلق إِن جعل بِمَعْنى الإيجاد لم يستقم فِي أعدام الملكات، إِذْ شَائِبَة التَّحْقِيق لَا تَكْفِي فِي حَقِيقَة الإيجاد، وَإِن جعل بِمَعْنى الإحداث استقام فِيهَا لِأَنَّهُ أَعم من الإيجاد فيتصور فِي تِلْكَ الأعدام
والخلاق، كَالطَّلَاقِ: نصيب الْإِنْسَان من أَفعاله المحمودة الَّتِي تكون خلقا لَهُ وَقد يُرَاد النَّصِيب من الْخَيْر على وَجه الِاسْتِحْقَاق، لِأَنَّهُ لما اسْتَحَقَّه فَكَأَنَّهُ خلق لَهُ، أَو لِأَن صَاحبه خليق بنيله وجدير بِهِ، وَهُوَ المُرَاد بقوله تَعَالَى: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَة من خلاق}
الخضوع: هُوَ ضراعة فِي الْقلب

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست