responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 118
كالضارب لمباشرة الضَّرْب حَقِيقَة اتِّفَاقًا
وَقيل: وجوده - أَعنِي فِي الِاسْتِقْبَال - كالضارب لمن لم يضْرب وسيضرب مجَاز اتِّفَاقًا، وَبعد وجوده مِنْهُ وانقضائه - أَعنِي فِي الْمَاضِي - كالضارب لمن قد ضرب قبل وَهُوَ الْآن لَا يضْرب، اخْتلف فِيهِ؛ فَعِنْدَ الْحَنَفِيَّة مجَاز، وَعند الشَّافِعِيَّة حَقِيقَة؛ وَثَمَرَة الْخلاف تظهر فِي نَحْو قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " الْمُتَبَايعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا " فَلم يثبت أَبُو حنيفَة خِيَار الْمجْلس بعد انْقِطَاع البيع، وَحمل التَّفَرُّق على التَّفَرُّق بالأقوال، واثبته الشَّافِعِي وَحمله [على التَّفَرُّق] بالابدان
[الِاشْتِقَاق الصَّغِير] : ثمَّ الِاشْتِقَاق ان اعْتبر فِيهِ الْحُرُوف الْأُصُول مَعَ التَّرْتِيب وموافقة الْفَرْع الأَصْل فِي الْمَعْنى فَهُوَ الصَّغِير
[الِاشْتِقَاق الْكَبِير] : وان اعْتبر فِيهِ الْحُرُوف الْأُصُول مَعَ عدم التَّرْتِيب فالكبير
وَيشْتَرط فِي كل مِنْهُمَا الْمُنَاسبَة بَين الْمَعْنيين فِي الْجُمْلَة وَالْمَشْهُور فِي الْمُنَاسبَة المعنوية أَن يدْخل معنى الْمُشْتَقّ مِنْهُ فِي الْمُشْتَقّ، وَاخْتِلَاف الاسمين فِي الْمَعْنى بالخصوص والعموم لَا يمْنَع اشتقاق أَحدهمَا من الآخر، لِأَن ذَلِك مُنَاسبَة فِي الْمَعْنى، وَهُوَ شَرط فِي الِاشْتِقَاق
وَقَالَ بَعضهم: يَكْفِي فِي الْأَكْبَر أَن يكون بَين الْكَلِمَتَيْنِ تناسب فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى، وَلَا يَكْفِي ذَلِك فِي الْكَبِير، بل لَا بُد من الِاشْتِرَاك فِي حُرُوف الْأُصُول بِلَا تَرْتِيب
والاشتقاق عدل من اللَّفْظ وَالْمعْنَى، ك (ضَارب) من (الضَّرْب)
وَالْعدْل: اشتقاق من اللَّفْظ دون الْمَعْنى وَجَاز اشتقاق الثلاثي من المتشعبة فِي الْكَبِير لَا فِي الصَّغِير
وَقد جعل صَاحب " الْكَشَّاف " الرَّعْد من الارتعاد، لِأَنَّهُ أشهر فِي معنى الِاضْطِرَاب
واشتقاق الثلاثي من الْمَزِيد فِيهِ شَائِع إِذا كَانَ الْمَزِيد فِيهِ أشهر فِي الْمَعْنى الَّذِي يَشْتَرِكَانِ فِيهِ، وَأقرب للفهم من الثلاثي لِكَثْرَة اسْتِعْمَاله، كَمَا فِي الدبر مَعَ التَّدْبِير
والاشتقاق عِنْد أهل البديع أَن يشتق من الِاسْم الْعلم معنى فِي غَرَض قَصده الْمُتَكَلّم من مدح أَو هجاء أَو غير ذَلِك مِثَاله فِي التَّنْزِيل: {فأقم وَجهك للدّين الْقيم} {يمحق الله الرِّبَا ويربي الصَّدقَات}
وَفِي الشّعْر:
(عممت الْخلق بالنعماء حَتَّى ... غَدا الثَّقَلَان مِنْهَا مثقلين)
الِاشْتِرَاك: هُوَ إِمَّا لَفْظِي أَو معنوي
فاللفظي: عبارَة عَن الَّذِي وضع لمعان مُتعَدِّدَة كَالْعَيْنِ
والمعنوي: عبارَة عَن الَّذِي كَانَ وجودا فِي محَال مُتعَدِّدَة كالحيوان
وَالْحَاصِل ان الْمَعْنَوِيّ يَكْفِي فِيهِ الْوَضع الْوَاحِد دون اللَّفْظِيّ، لِأَنَّهُ يَقْتَضِي الأوضاع المتعددة
وَاللَّفْظ الْمُشْتَرك بَين مَعْنيين قد يُطلق على أَحدهمَا؛ وَلَا نزاع فِي صِحَّته وَفِي كَونه بطرِيق

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست