responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 113
وَدين الله فِي السَّمَاء وَالْأَرْض وَاحِد وَهُوَ الْإِسْلَام لقَوْله تَعَالَى {إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام}
ثمَّ اعْلَم أَنه ذكر فِي كتب أصُول الشَّافِعِيَّة أَن الْإِيمَان هُوَ التَّصْدِيق القلبي، أَي بِمَا علم مَجِيء الرَّسُول بِهِ من عِنْد الله ضَرُورَة يَعْنِي الإذعان وَالْقَبُول لَهُ والتكليف بذلك، وَلَا يعْتَبر التَّصْدِيق الْمَذْكُور فِي الْخُرُوج بِهِ من عُهْدَة التَّكْلِيف بِالْإِيمَان إِلَّا مَعَ التَّلَفُّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ من الْقَادِر عَلَيْهِ الَّذِي جعله الشَّارِع عَلامَة لنا على التَّصْدِيق الْخَفي عَنَّا حَتَّى يكون الْمُنَافِق مُؤمنا بَيْننَا، كَافِرًا عِنْد الله تَعَالَى وَهل التَّلَفُّظ الْمَذْكُور شَرط للْإيمَان أَو شطر مِنْهُ؟ فِيهِ خلاف للْعُلَمَاء وَالرَّاجِح الأول
وَالْإِسْلَام أَعمال الْجَوَارِح من الطَّاعَات كالتلفظ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَغير ذَلِك، فَلَا تعْتَبر الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة فِي الْخُرُوج بهَا من عُهْدَة التَّكْلِيف بالاسلام إِلَّا مَعَ الْإِيمَان أَي التَّصْدِيق الْمَذْكُور
وَعَن بعض الْمَشَايِخ: الْإِيمَان تَصْدِيق الْإِسْلَام، وَالْإِسْلَام تَحْقِيق الْإِيمَان
وَالْحَاصِل أَن بَينهمَا عُمُوما وخصوصا، فالعام هُوَ الْإِيمَان، وَالْخَاص هُوَ الْإِسْلَام الَّذِي هُوَ فعل الْجَوَارِح، فَإِن الْمُنَافِق مُسلم وَلَيْسَ بِمُؤْمِن
الْإِسْرَاف: هُوَ صرف الشَّيْء فِيمَا لَا يَنْبَغِي زَائِدا على مَا يَنْبَغِي، بِخِلَاف التبذير فَإِنَّهُ صرف الشَّيْء فِيمَا لَا يَنْبَغِي
والإسراف: تجَاوز فِي الكمية، فَهُوَ جهل بمقادير الْحُقُوق
والتبذير: تجَاوز فِي مَوضِع الْحق، فَهُوَ جهل بمواقعها، يرشدك إِلَى هَذَا قَوْله تَعَالَى فِي تَعْلِيل الْإِسْرَاف: {إِنَّه لَا يحب المسرفين} وَفِي تَعْلِيل التبذير: {إِن المبذرين كَانُوا إخْوَان الشَّيَاطِين} فَإِن تَعْلِيل الثَّانِي فَوق الأول
الاستدراج: هُوَ أَن يُعْطي الله العَبْد كل مَا يُريدهُ فِي الدُّنْيَا لِيَزْدَادَ غيه وضلاله وجهله وعناده فَيَزْدَاد كل يَوْم بعدا من الله تَعَالَى
الاستعداد: استعداد الشَّيْء كَونه بِالْقُوَّةِ الْقَرِيبَة إِلَى الْفِعْل الْبعيد فَيمْتَنع أَن يُجَامع وجوده بِالْفِعْلِ
الِاسْتِسْعَاء: هُوَ أَن يُكَلف العَبْد الِاكْتِسَاب حَتَّى يحصل قيمَة نصيب الشَّرِيك وَمعنى (استسعى) : اكْتسب بِلَا تَشْدِيد فِيهِ، أَو استخدم بِلَا تَكْلِيف مَا لَا يُطَاق
الإستقاء: هُوَ أبلغ من السَّقْي، لِأَن الإسقاء هُوَ أَن يَجْعَل لَهُ مَا يستقى مِنْهُ وَيشْرب، والسقي: هُوَ أَن تعطيه مَا يشرب
وَقيل: سقى لما لَا كلفة فِيهِ؛ وَلِهَذَا ورد فِي شراب الْجنَّة: {وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا}
وأسقي لما فِيهِ كلفة وَلِهَذَا ذكر فِي مَاء الدُّنْيَا {لأسقيناهم مَاء غدقا}
وسقاه من العيمة: أَي من أجل عطشه، وَعَن العيمة: إِذا أرواه حَتَّى أبعده عَن الْعَطش وَهَكَذَا: قسا قلبه من ذكر الله وَعَن ذكر الله فَمَعْنَى الأول: قسا من أجل الشَّيْء وبسببه، وَالثَّانِي غلظ عَن قبُول الذّكر، وَالْأول أبلغ

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست