responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق اللغوية المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 92
الْفَهم قَالَ وَهُوَ لنفي السَّهْو عَمَّا يرد على الانسان فيدريه أَي يفهمهُ وَحكى عَن بعض اهل الْعَرَبيَّة أَنَّهَا مَأْخُوذَة من دَريت إِذا ختلت وَأنْشد من الطَّوِيل
(يصيب فَمَا يدْرِي وخطي فَمَا درى ... )
أَي مَا ختل فِيهِ يفوتهُ وَمَا طلبه من الصَّيْد بِغَيْر ختل يَنَالهُ فان كَانَت مأخوذه من ذَاك فَهُوَ يجْرِي مجْرى مَا يفْطن الْإِنْسَان لَهُ من الْمعرفَة الَّتِي تنَال غَيره فَصَارَ ذَلِك كالختل مِنْهُ للأشياء وَهَذَا لَا يجوز على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَجعل أَبُو عَليّ رَحمَه الله الدراؤة مثل الْعلم وأجازها على الله وَاحْتج بقول الشَّاعِر من الرجز
(لأهم لَا أَدْرِي وَأَنت الدَّارِيّ ... )
وَهَذَا صَحِيح لِأَن الإنسا إِذا سُئِلَ عَمَّا يدْرِي فَقَالَ لَا أَدْرِي فقد أَفَادَ هَذَا القَوْل مِنْهُ معنى قَوْله لَا أعلم لِأَنَّهُ لَا يستقم أَن يسْأَل عَمَّا لَا يعلم فَيَقُول لَا أفهم لِأَن معنى قَوْله لَا أفهم أَي لَا أفهم سؤالك وَقَوله لَا أَدْرِي انما هُوَ لَا أعلم مَا جَوَاب مسألتك وعَلى هَذَا يكون الْعلم والدراية سَوَاء لِأَن الدِّرَايَة علم يشْتَمل على الْمَعْلُوم من جَمِيع وجوهه وَذَلِكَ أَن الفعالة للاشتمال مثل الْعِصَابَة والعمامة والقلادة وَلذَلِك جَاءَ أَكثر أَسمَاء الصناعات على فعاله نَحْو القصارة والخياطة وَمثل ذَلِك الْعبارَة لاشتمالها على مَا فِيهَا فالدراية تفِيد
مَا لَا يفِيدهُ الْعلم من هَذَا الوجهت والفعالة أَيْضا تكون للاستيلاء مثل الْخلَافَة والامارة فَيجوز أَن تكون بِمَعْنى الِاسْتِيلَاء فتفارق الْعلم من هَذِه الْجِهَة

الْفرق بَين الْعلم والاعتقاد
أَن الِاعْتِقَاد هُوَ اسْم لجنس الْفِعْل على أَي وَجه وَقع اعْتِقَاده وَالْأَصْل فِيهِ أَنه مشبه بِعقد الْحَبل وَالْخَيْط فالعالم بالشَّيْء على ماه هُوَ بِهِ كالعاقد الْمُحكم لما عقده وَمثل ذَلِك تسميتهم الْعَالم بالشَّيْء على مَا هُوَ بِهِ كالعاقد الْمُحكم لما عقده وَمثل ذَلِك تسميتهم الْعلم بالشَّيْء حفظا لَهُ وَلَا يُوجب ذَلِك أَن يكون كل عَالم مُعْتَقدًا لِأَن اسْم الِاعْتِقَاد اجري على الْعلم مجَازًا وَحَقِيقَة الْعَالم هُوَ من يَصح مِنْهُ فعل مَا علمه متيقنا إِذا كَانَ قَادِرًا عَلَيْهِ

اسم الکتاب : الفروق اللغوية المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست