responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق اللغوية المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 30
مُفِيدا مثل زيد الظريف وَعَمْرو الْعَاقِل وَلَيْسَ الِاسْم كَذَلِك فَكل صفة اسْم وَلَيْسَ كل اسْم صفة وَالصّفة تَابِعَة للاسم فِي إعرابه وَلَيْسَ كَذَلِك الِاسْم من حَيْثُ هُوَ اسْم وَيَقَع الْكَذِب والصدق فِي الصّفة لاقتضائها الْفَوَائِد وَلَا يَقع ذَلِك فِي الِاسْم واللقب فالقائل للأسود أَبيض على الصّفة كَاذِب وعَلى القب غير كَاذِب وعَلى اللقب غير كَاذِب وَالصَّحِيح من الْكَلَام ضَرْبَان أَحدهمَا يُفِيد فَائِدَة الاشارة فَقَط وَهُوَ الِاسْم الْعلم واللقب وَهُوَ مَا صَحَّ تبديله واللغة مجالها كزيد وَعَمْرو لِأَنَّك لَو سميت زيدا عمرا لم تَتَغَيَّر اللُّغَة
والثناني يَنْقَسِم أقساما فَمِنْهَا مايفيد إبانه مَوْصُوف من مَوْصُوف كعالم وَحي مِنْهَا مَا يبين نوعا من نوع كَقَوْلِنَا لون وَكَون واعتقاد وَإِرَادَة
وَمِنْهَا مَا يبين جِنْسا من جنس كَقَوْلِنَا جَوْهَر وَسَوَاد وَقَوْلنَا شَيْء يَقع على يعلم وَإِن لم يفد أَنه يعلم

الْفرق بَين الصّفة والنعت
أَن النَّعْت فِي مَا حكى أَبُو الْعَلَاء رَحمَه الله لما يتَغَيَّر من الصِّفَات وَالصّفة لما يتَغَيَّر وَلما لَا يتَغَيَّر فالصفة أَعم من النَّعْت قَالَ فعلى هَذَا يَصح أَن ينعَت الله تَعَالَى بأوصافة لفعله لِأَنَّهُ يفعل وَلَا يفعل وَلَا ينعَت بأوصافة لذاته إِذْ لَا يجوز أَن يتَغَيَّر وَلم يسْتَدلّ على صِحَة مَا قَالَه من ذَلِك بِشَيْء وَالَّذِي عِنْدِي أَن النَّعْت هُوَ مَا يظْهر من الصِّفَات ويشتهر وَلِهَذَا قَالُوا هَذَا نعت الْخَلِيفَة كَمثل قَوْلهم الْأمين والمأمون والرشيد وَقَالُوا أول من ذكر نَعته على الْمِنْبَر الْأمين وَلم يَقُولُوا صفته وَإِن كَانَ قَوْلهم الْأمين صفة لَهُ عِنْدهم لِأَن النَّعْت يُفِيد من الْمعَانِي الَّتِي ذَكرنَاهَا مَا لَا تفيده الصّفة ثمَّ قد تتداخل الصّفة والنعت فَيَقَع كل وَاحِد مِنْهُمَا مَوضِع الآخر لتقارب معنييهما ويجوم أَن يُقَال الصّفة لُغَة والنعت لُغَة أُخْرَى وَلَا فرق بَينهمَا فِي الْمَعْنى وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن أهل الْبَصْرَة من النُّحَاة يَقُولُونَ الصّفة وَأهل الْكُوفَة يَقُولُونَ النَّعْت وَلَا يقرقون بَينهمَا فَأَما قَوْلهم نعت الْخَلِيفَة فقد غلب على ذَلِك كَمَا يغلب بعض الصِّفَات على بعض الموصفين بِغَيْر معنى يَخُصُّهُ فَيجْرِي مجْرى اللقب فِي الرّفْعَة ثمَّ كَثُرُوا حَتَّى اسْتعْمل كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي مَوضِع الآخر

اسم الکتاب : الفروق اللغوية المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست