الْفرق بَين الطّلب والاقتضاء
أَن الِاقْتِضَاء على وَجْهَيْن أَحدهمَا اقْتِضَاء الدّين وَهُوَ طلب أَدَائِهِ وَالْآخر مُطَالبَة الْمَعْنى لغيره كَأَنَّهُ نَاطِق با , هـ لَا بُد مِنْهُ وَهُوَ على وُجُوه مِنْهَا الِاقْتِضَاء لوُجُود الْمَعْنى كاقتضاء الشُّكْر من حَكِيم لوُجُود النِّعْمَة وكاقتضاء وجود النِّعْمَة ولصحة الشُّكْر وكاقتضاء وجود مثل آخر وَلَيْسَ كالضد الَّذِي لَا يحْتَمل ذَلِك وكاقتضاء الْقَادِر الْمَقْدُور والمقدور الْقَادِر وكاقتضاء وجود الْحَرَكَة للمحل من غير أَن يَقْتَضِي وجود الْمحل وجود الْحَرَكَة لِأَنَّهُ قد يكون فِيهِ السّكُون واقتضاء الشَّيْء لغيره قد يكون بِجعْل جَاعل وَبِغير جعل وَذَلِكَ نَحْو ضرب يَقْتَضِي ذكر ذَلِك الضَّارِب بعده بِوَضْع وَاضع اللُّغَة لَهُ على هَذِه الْجِهَة وَضرب لَا يَقْتَضِي ذَلِك وَكِلَاهُمَا يدل عَلَيْهِ
الْفرق بَين الطّلب وَالروم
أَن الرّوم على مَا قَالَ عَليّ بن عِيسَى طلب الشَّيْء ابْتِدَاء وَلَا يُقَال رمت إِلَّا لما تَجدهُ قبل وَيُقَال طلبت فِي الْأَمريْنِ وَلِهَذَا لَا يُقَال رمت الطَّعَام وَالْمَاء وَقيل لَا يسْتَعْمل الرّوم فِي الْحَيَوَان
اسم الکتاب : الفروق اللغوية المؤلف : العسكري، أبو هلال الجزء : 1 صفحة : 289