يشير الأبيض إلى قصة الفرزدق حين قيَّد نفسه بالقيد حتى حفظ القرآن[1].
وممن حفظه الفيلسوف الإسلامي ابن سينا، كما حفظ غيره من الكتب[2].
ومنهم الصاغاني اللغوي الشهير صاحب (العباب الزاخر) المتوفى سنة 650هـ.
فقد قال يوماً لأصحابه: احفظوا غريب أبي عبيد القَاسم بن سلام، فمن حفظه ملك ألف دينار، فإني حفظته فملكتها، وأشرتُ على بعض أصحابي بحفظه وملكها[3]، ومنهم سليمان بن مطروح الحجاري القرطبي، يكاد يمليه من حفظه[4]. وحفظه أيضاً بدر الدين ابن الشريشي. الدارس [1]/ 163.
ومن حرص العلماء على هذا الكتاب ما ذكره ياقوت فقال[5]: قال السِّلفي بإسنادٍ له: أخبرنا أبو الحكم منذر بن سعيد البلُّوطيُّ قال: كتبتُ إلى أبي عليِّ البغدادي القالي أستعير منه كتاباً من الغريب، وقلتُ:
بحقِّ رئمٍ مُهَفْهَفْ ... وصدغِه المُتَلطِّفْ
ابعثْ إليَّ بجزءٍ ... من الغريب المُصنَّفْ
قال: فأجابني، وقضى حاجتي:
وحقِّ درٍّّ تالَّفْ ... بفيكَ أإيَّ تألُّف
ولو بعثت بنفسي إليكَ ... ما كنتُ أُسرفْ
ومن الجدير بالذِّكر أنَّ منذر بن سعيد البلوطي كان قاضياً بقرطبة ست عشرة سنة، وفي زمن الخليفة الناصر، وتوفي سنة 355 هـ.
وقرأ كتاب الغريب المصنف ابنُ خير عدَّة مرات على شيوخه[6]. [1] برنامج الرعيني ص 82، ومعجم المعاجم ص 143. [2] انظر كتاب آثار البلاد وأخبار العباد، للقزويني ص 299. [3] معجم الأدباء9/ 191. [4] معجم الأدباء 7/32. [5] بغية الوعاة 1/603. [6] فهرست ابن خير ص 327.