اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 93
54 - وقولهم في أسمائه تعالى: الفَتّاح العليم
قال أبو بكر: الفتاح [118] في كلامهم معناه الحاكم. من ذلك قوله عز وجل: {إنْ تستفتحوا فقد جاءكم الفتحُ} [119] معناه: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء. ومن ذلك قوله عز وجل: {ويقولونَ متى هذا الفتحُ إنْ كنتم صادقينَ} [120] ، / معناه: متى هذا القضاء. قال الشاعر [121] : (38 / أ)
(ألا أَبلِغْ بني عُصْمٍ رسولاً ... فإنِّي عن فُتَاحَتِكُم غَنِيُّ) (122)
معناه: عن محاكمتكم. ومن ذلك قوله عز وجل: {ربّنا افتحْ بيننا وبينَ قومِنا بالحقِّ} [123] ، معناه: ربنا اقض بيننا وبين قومنا بالحق. وقال الفراء [124] : أهل عُمان يسمون القاضي: الفَتّاح.
وقال قوم: معنى قوله تعالى: {إنْ تستفتحوا فقد جاءكم الفتحُ} : إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.
وذلك أن أبا جهل قال يوم بدر: اللهم انصر أفضل الدينين عندك وأرضاه (190) لديك؛ فقال الله عز وجل: {إنْ تستفتحوا فقد جاءكم الفتحُ} معناه: إن تستنصروا [125] .
ومن ذلك الحديث الذي يُروى عن النبي: (أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين) [126] . قال أبو عبيد [127] : معناه يستنصر بصعاليك المهاجرين. قال الشاعر: [118] الزجاج 39، الزجاجي 326، القشيري 148. [119] الأنفال 19. [120] السجدة 28. [121] محمد بن حمران الجعفي وهو الشويعر. (الوحشيات 46 والصاهل والشاحج 647) . ونسب إلى الأسعر في اللسان (فتح) . ونسب في جمهرة اللغة 2 / 4 إلى الأعشى، وليس في ديوانه.
(122) ك: بأني عن فتاحكم. [123] الأعراف 89. [124] معاني القرآن 1 / 385. [125] أسباب نزول القرآن 230. [126] النهاية 3 / 407. [127] غريب الحديث 1 / 248.
اسم الکتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 93